في خطوة استفزازية جديدة للجمهوريين، ينتظر أن يعيّن الرئيس باراك أوباما اليوم سفيرة واشنطن في الأمم المتحدة سوزان رايس مستشارة للأمن القومي خلفاً لتوم دونيلون الذي رافقه منذ عهده الأول. وأعلن مسؤولون في البيت الأبيض أمس أن الرئيس أوباما «سيعيّن سفيرة واشنطن في الامم المتحدة سوزان رايس في منصب مستشارة الأمن القومي محل توم دونيلون الذي سيقدّم استقالته»، حسبما أكدت المصادر ذاتها. خطوة أوباما تعيين رايس (48 عاماً) في هذا المنصب المهم تعدّ استفزازاً جديداً للجمهوريين الذين شنّوا حملة هجومية كبيرة على السفيرة أواخر السنة الماضية بسبب ما سمّوه «تقديراتها الخاطئة حول الهجوم على السفارة الاميركية في بنغازي». وكان طُرح اسم رايس لحقيبة وزارة الخارجية في بداية ولاية أوباما الثانية.شغلت رايس منصب مساعدة لوزير الخارجية في إدارة الرئيس الأسبق بيل كلينتون ومستشارة الرئيس أوباما للسياسة الخارجية في حملته الاولى قبل تعيينها في 2008 سفيرة للولايات المتحدة في الامم المتحدة.
ووصف الصحافيون الاميركيون استقالة دونيلون (58 عاماً) بـ«الهزة الكبيرة» في فريق السياسة الخارجية في إدارة أوباما، خصوصاً أن المستشار المستقيل رافق الرئيس منذ توليه السلطة. دونيلون الذي «كان يعمل خلف الكواليس» أدى دوراً محورياً في ملفات خارجية أساسية مثل الانسحاب من العراق ونقل الاهتمام الاميركي الى آسيا، كما كان شخصية أساسية في ملاحقة أسامة بن لادن.
دونيلون كان قد انتقده أيضاً الجمهوريون في ملفّي الانسحاب من العراق وأفغانستان وفي خصوص خططه «الناعمة» لمكافحة الإرهاب. صحيفة «ذي نيويورك تايمز» قالت إن دونيلون كان ينوي الاستقالة في وقت سابق من العام، لكن أوباما أصرّ على بقائه لشدّ أواصر الفريق الأمني المشكّل حديثاً.
مصادر البيت الأبيض أشارت أيضاً الى أن أوباما سيعيّن سامنتا باور (42 عاماً)، وهي المستشارة السابقة والخبيرة في قضايا الإبادة، سفيرة للولايات المتحدة في الامم المتحدة خلفاً لرايس. باور هي مستشارة سابقة لأوباما للشؤون الدولية وحقوق الانسان. وقبل أن تدخل الى الإدارة الأميركية عملت باور في مجال الصحافة (كتبت في «ذي واشنطن بوست» و«ذي إكونوميست») وغطّت حرب البوسنة لمجلة «ذي نيو ريبابليك»، وهي من أشدّ الداعمين لفكرة التدخل الأميركي في الخارج «من أجل قضايا أخلاقية». وفي عام 2002، فازت باور بجائزة «بوليتزر» لكتاب ألّفته عن السياسة الخارجية الأميركية والإبادات في العالم.
(الأخبار)