أبدى الرئيس الافغاني حميد قرضاي استعداد حكومته للدخول في محادثات سلام مع حركة طالبان من أجل التوصل إلى اتفاق ينهي 12 عاماً من النزاع، في حين أعلنت واشنطن إرسال موفدين لحوار الحركة في الدوحة. وقال قرضاي، في خلال حفل انتهاء عملية تسلم القوات الافغانية المهمات الامنية من قوة حلف شمالي الاطلسي، «إن موفدين من المجلس الاعلى للسلام سيتوجهون إلى قطر لإجراء محادثات مع طالبان». في موازارة ذلك، افتتحت حركة طالبان رسمياً أمس مكتباً سياسياً لها في العاصمة القطرية الدوحة. وعبّر مساعد وزير الخارجية القطري، علي بن فهد الهاجري، عن ثقة بلاده بأن نشاط المكتب سيساهم في دفع عملية السلام في أفغانستان إلى الأمام، وبعيداً عن أي نشاط عسكري.
من جانبه، أوجز ممثل حركة طالبان، محمد نعيم، الدوافع من وراء افتتاح المكتب في خمسة أسباب هي: إقامة حوار وتفاهمات مع دول العالم من أجل تحسين العلاقات معها، ودعم العملية السياسية السلمية من أجل إقامة دولة إسلامية في أفغانستان، وإجراء لقاءات مع أطراف أفغانية حسبما تقتضيه الظروف، والتواصل مع المؤسسات الدولية الحكومية وغير الحكومية كالأمم المتحدة وغيرها، وإصدار بيانات ذات طابع سياسي ونشرها من خلال وسائل الإعلام العالمية.
ورداً على سؤال حول امكانية اللقاء مع ممثلين للحكومة الافغانية، أكد نعيم أن «لا شيء حتى الآن، لكن بحسب ما تقتضيه الظروف»، موضحاً أن أي مشاركة في حكومة يقودها قرضاي «ليست واردة على الإطلاق» من جانب الحركة.
من جهتها، رحبت الولايات المتحدة بقرار طالبان فتح مكتب في قطر، فيما أكد مسؤولون أميركيون كبار للصحافيين في واشنطن أنهم سيلتقون المتمردين الافغان في «غضون بضعة أيام».
وقال مسؤول أميركي للصحافيين «أعتقد أن الولايات المتحدة ستعقد لقاءً رسمياً، الاول منذ سنوات، مع طالبان في غضون بضعة أيام في الدوحة». وأضاف أن هذا اللقاء يسجل «بداية مسار شديد الصعوبة». وتوقع «أن يتبع ذلك بعد بضعة أيام لقاء بين طالبان والمجلس الاعلى للسلام». وقد أكد نعيم بدوره اللقاء المتوقع مع الاميركيين، وقال «سنبدأ الحوار مع الجانب الاميركي قريباً». وأشار إلى أن مسألة المعتقلين في غوانتنامو «من ضمن القضايا الرئيسية التي ستطرح للحل في التفاوض مع الجانب الاميركي».
بدوره، شدد الرئيس الأميركي باراك أوباما أمس على أن السلام في أفغانستان لن يتحقق الا من خلال عملية سلام تقودها أفغانستان.
من جهته، رأى رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أن الولايات المتحدة أصابت بقرارها إجراء محادثات للسلام في أفغانستان مع طالبان، رغم أن هذه العملية ستكون صعبة.
(أف ب، رويترز)