في زيارته الثالثة لإيران، والأولى بعد انتخاب حسن روحاني رئيساً للجمهورية الإسلامية، بحث سلطان عُمان قابوس بن سعيد، أمس، في طهران مع الرئيس الإيراني تطوير العلاقات الثنائية وأهم القضايا الإقليمية والدولية، فيما برزت مواقف إيرانية من التطورات الإقليمية.
وأكد الرئيس الإيراني أن التعاون بین طهران ومسقط مؤثر ومهم جداً لعودة السلام والاستقرار الی المنطقة، قائلاً «الجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة تسعی الى متابعة هذه السیاسة عبر تضافر الجهود مع الدول الأخری في المنطقة.
وبعد اجتماعه بالسلطان قابوس في مجمّع سعد آباد في طهران، قال روحاني إن البحث تم حول تطویر العلاقات الثنائیة وأهم القضایا الإقلیمیة والدولیة.
ورحب روحاني بضيفه الخليجي الذي يقوم بزيارته الثالثة للبلد الفارسي الجار، كانت الأولى منها أيام حكم الشاه محمد رضا بهلوي.
وأشار روحاني، حسبما نقلت عنه وكالة الجمهورية الإسلامية للأنباء (إرنا)، الی المجالات الواسعة لتطویر العلاقات بین طهران ومسقط، مؤكداً أن كبار مسؤولي البلدین یسعون إلى المزید من توسیع وتعمیق العلاقات والتعاون الثنائي.
ووصف الرئیس الإيراني مكانة سلطنة عمان علی صعید التعاون الإقلیمي بأنها ممتازة، معرباً عن «سروره لمساعي سلطان عُمان للمزید من الرقي بالعلاقات الثنائیة في المجالات السیاسیة والتجاریة والاقتصادیة».
من جانبه، أعرب سلطان عمان خلال اللقاء الذي حضره أیضاً كبار مسؤولي البلدین، عن سروره للاستقبال الحار الذي حظي به والوفد المرافق من قبل حكومة وشعب إيران، ووصف العلاقات بین البلدین بأنها طیبة، داعیاً الی رفع مستوی التعاون التجاري والاقتصادي بین طهران ومسقط.
وقال قابوس إن «سلطنة عمان علی استعداد للتعاون من أجل المزید من تفعیل الممر التجاري (شمال – جنوب)، والذي یتم تنفیذه حالیاً بمشاركة إيران وتركمانستان وأوزبكستان وأفغانستان.
وكان وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف قد نفى أن يكون لدى الجانب الإيراني علم بما إذا كان سلطان عمان يحمل رسالة خاصة في زيارته الرسمية لطهران، إلا أن المباحثات الثنائية ستشمل مختلف القضايا ذات الاهتمام المشترك.
وأفادت وكالة «مهر» للأنباء بأن وزير الخارجية الإيراني، قبيل وصول السلطان قابوس الى أرض مطار مهراباد الدولي، أكد أن المباحثات الثنائية سترتكز على القضايا ذات الاهتمام المشترك، فضلاً عن القضايا الإقليمية والدولية في ظل الظروف الحساسة التي تحيط بالمنطقة، حيث إن الإرهاب بات يشكل معضلة إقليمية وبموازاته التدخلات الخارجية، ما يزيد من وضع المنطقة خطورة».
وبشأن التكهنات المثارة التي تفيد بأن السلطان قابوس جاء الى طهران لاستئناف العلاقات المقطوعة بين إيران وأميركا، قال ظريف إن «العلاقات الثنائية والقضايا الإقليمية والدولية مُدرَجة على جدول أعمال زيارة السلطان قابوس حصراً ولا علم للجانب الإيراني بهذا الخصوص».
وبشأن حمل السلطان قابوس مقترحات خاصة تتعلق بالمفاوضات النووية، نفى وزير الخارجية الإيراني علمه بهذا الخصوص أيضاً.
من جهته، قال سفير إيران لدى سلطنة عمان علي أكبر سيبويه، تعليقاً على زيارة قابوس لطهران، إنه سيكون لها تأثير فعلي على مستوى العلاقات الإقليمية ومع دول الخليج تحديداً.
من جهة ثانية، قال رئیس مجلس الشوری الإسلامي (البرلمان) علي لاریجاني، إن «الدول المتغطرسة غیّرت مسارها لصالح إمرار أهدافها وباشرت بتنفیذ مشروع إثارة الفوضی في المنطقة».
وأضاف لاریجاني خلال الجلسة العلنیة لمجلس الشوری، أمس، إن «ما یحدث في مصر وسوریا ولبنان، ولا سیما التفجیرات الأخیرة فیه، واستخدام أسلحة الدمار الشامل من قبل المعارضة في سوریا، جعل أميركا والكیان الصهیوني ینتهزان الفرصة لإشعال فتیل الحرب بین الطوائف المختلفة في هذه الدول».
من جهته، أكد القائد العام لقوات حرس الثورة الإسلامية اللواء محمد علي جعفري، أن «دور الكيان الصهيوني يتضح أكثر يوماً بعد يوم في الأحداث الدموية التي تشهدها المنطقة، إلا أن النتيجة النهائية لهذه الأحداث لن تصب بالتأكيد في مصلحة هذا الكيان».
وقال جعفري في حشد من كوادر القوة البحرية التابعة لحرس الثورة الإسلامية في منطقة الخليج ومضيق هرمز، «إن مسيرة التطورات الإقليمية والعالمية تضاعف ضرورة اليقظة والرقي بمستوى الجهود الدفاعية للبلاد».
وقال «إننا لم نتعرض لأي دولة لغاية الآن، ولكن لو اتخذت تحركات العدو المباشرة أو غير المباشرة حالة التهديد، فإننا نعتبر الدفاع حقاً مشروعا لنا».
وأوضح أن «السبب الذي يدعو الأعداء الألداء إلى عدم الدخول في حرب عسكرية أخرى مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية هو جهوزيتنا واستعدادنا لمواجهة مثل هذه التهديدات».
الى ذلك، تم تعيين رضا نجفي مندوباً جديداً لإيران لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية في فيينا، خلفاً للمندوب المنتهية ولايته علي أصغر سلطانية.
وأفادت وكالة «مهر» بأن مهمة سلطانية تنتهي يوم الأول من أيلول المقبل.
وكان نجفي قد عُيّن مندوباً لإيران لدى وكالة الطاقة، إبان تولي علي أكبر صالحي رئاسة منظمة الطاقة الذرية في عهد الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد، إلا أن وزير الخارجية آنذاك منوشهر متكي، أصدر أمراً بتمديد انتداب سلطانية في فيينا ووقف هذا التبادل. كما تولى نجفي دائرة نزع السلاح في وزارة الخارجية.
(أرنا، مهر، فارس)