أكد الرئيس الإيراني، حسن روحاني، أمس، أن الأجواء بين إيران وأميركا قاتمة جداً، وعلى الشعب ان يعلم انه لا يمكن تسوية مشاكل 8 او 10 سنوات في السياسة الخارجية خلال 10 أيام. وفي الوقت نفسه وصف رئيس أركان القوات المسلحة الايرانية، الجنرال حسن فيروز آبادي، التهديدات الاسرائيلية لبلاده بأنها «نابعة من اليأس». وقال الرئيس الإيراني، في ختام ترؤسه اجتماع مجلس الوزراء، رداً على سؤال عن جهود حكومته لتحسين العلاقات وإزالة التوتر مع واشنطن، «خلال الـ45 يوماً الماضية، وفي 3 مراحل، اتخذت الحكومة خطوات واجراءات بناءة لتحسين العلاقات مع دول العالم»، مشيراً الى ان هذه المراحل الثلاث تمثلت في: مراسم اداء اليمين، واجتماع منظمة شنغهاي للتعاون في بيشكك، والمشاركة في الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.
وأشار الرئيس الإيراني الى أن «الخطوات اللاحقة ستتخذ من أجل إلغاء الحظر اللامشروع المفروض على الشعب الايراني، ولا بد من اتخاذ خطوات أكبر، ويمكننا في الخطوات اللاحقة أن نرفع الحظر، وأعتقد أننا قمنا بخطوات هامة في هذا المجال».
وتابع: إن «القضية الأخرى، هي اننا تمكنا من الحيلولة دون وقوع حرب جديدة في المنطقة، فالقضية مرتبطة بأرواح المسلمين، ودماء المسلمين، وحياة المسلمين؛ إذ إن أمن المنطقة واستقرارها مهم للغاية بالنسبة لنا، وفي هذا المجال بذلنا مساعي عديدة في جميع اللقاءات الثنائية او الخطابات».
وأكد روحاني أن النقطة الأخرى، «هي أننا اردنا ان نصعّب الأجواء على الاسرائيليين الذين حاولوا توتيرها، سواء قبل زيارتي وحينها وبعدها عندما كان (رئيس وزراء اسرائيل بنيامين) نتنياهو بصدد زيارة أميركا، وان نلفت الرأي العام الأميركي الى ان العديد من هذه المواضيع المطروحة لا حقيقة لها».
وأوضح انه «في الأيام الأولى من الزيارة، في أي لقاء كانت الاسئلة تتركز على موضوع القضاء على اسرائيل او قضية الهولوكوست، لكنكم شاهدتم انه في اللقاء الاخير الذي شارك فيه العديد من المراسلين، لم يطرح احد هذه الاسئلة. لذلك أُزيل العديد من هذه القضايا في هذا المجال من اذهان الناس، ما صعّب الامر على الاسرائيليين».
واستدرك روحاني قائلاً: «طبعاً تعلمون ان اسرائيل تتمتع بلوبي قوي للغاية في اميركا، ولديها نفوذ في الكونغرس، ولقد قاموا بالكثير في هذا المجال. وبالمناسبة، علينا نحن ان نسد فراغ عدم وجود لوبي ايراني قوي في المستقبل». وأضاف: «إن إحدى النقاط المهمة، تمثلت في الحد من التوتر أو الحيلولة دون زيادة التوتر بين إيران وأميركا. وقد أعلنت سابقاً عن سياسات هذه الحكومة، بأننا لا نريد زيادة التوتر مع أي دولة بما فيها أميركا، واذا توافرت الارضية فإننا نريد ان نقلل من هذا التوتر»، مشيراً الى ان الأميركيين بعثوا قبل هذه الزيارة وخلالها 5 رسائل لعقد لقاء بين رئيسي البلدين، وان الجانب الإيراني لم يرد على هذه الرسائل، وبالتالي لم ينعقد مثل هذا اللقاء، بسبب ان الفرصة غير كافية للتوصل الى اتفاق حول التفاصيل».
وأضاف: «برأيي، لدينا قضايا عديدة عالقة بين إيران وأميركا، وقد قلت لأوباما خلال اتصاله الهاتفي معي، إن هناك أجواء قاتمة للغاية بين إيران وأميركا طيلة الـ35 عاماً الماضية، وان شعبنا كان يعارض في مختلف الحالات ممارسات أميركا، وان قضية ايران واميركا ليست بالقضية التي يمكن حلها خلال فترة قصيرة، وهو قال رداً على ذلك: أنا قلت أيضاً ان هذا لا يُحَلّ خلال ليلة واحدة، وهو بحاجة الى وقت».
وفي جانب آخر من حديثه، لفت روحاني الى انه لمس خلال لقائه مع الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، تغيّراً في لهجته تجاه ايران عن الماضي، كذلك إن لهجة الرئيس الاميركي قد تغيّرت.
ورداً على تصريحات نتنياهو الذي ألقى الكلمة الأخيرة في منظمة الامم المتحدة، واتخذ خلالها مواقف ضد ايران، قال روحاني: «علينا ألّا نستاء اذا تحدث كيان عدواني في المنطقة بلهجة قاسية ضد الجمهورية الاسلامية الايرانية، ولا نتوقع من اسرائيل غير هذا. وعلى اي حال عندما يرى الاسرائيليون انفلال حد سيفهم، وسيادة المنطق على العالم، ووصول نداء سلام الشعب الايراني الى اسماع العالم، فمن المؤكد ان يتملكهم الغضب والاستياء، فالاسرائيليون منذ اليوم الأول للانتخابات يستخدمون لهجة حادة جداً مع الشعب ومعي انا باعتباري خادم الشعب وممثله».
وشدد الرئيس الايراني على أن «أصل امتلاك التقنية النووية غير قابل للتفاوض، كذلك إن أصل تخصيب اليورانيوم في إيران غير قابل للحوار، الا ان التفاصيل قابلة للحوار».
في غضون ذلك، قالت وكالة الطلبة للأنباء (اسنا) إنه في أول اجتماع بين الرئيس والبرلمان أطلع روحاني النواب على زيارته لنيويورك، بما في ذلك محادثاته بشأن النزاع النووي الإيراني مع الغرب والعلاقات الإقليمية.
وقالت وكالة «فارس» للأنباء، إن 230 برلمانياً من جملة 290 نائباً وقّعوا بياناً يُعبّرون فيه عن تأييدهم لروحاني، فيما اشاد بدوره رئيس البرلمان علي لاريجاني، بكلمة روحاني أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة.
من جهته، قال وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف، إن نتنياهو «واللوبي الصهيوني» يحاولان عرقلة المفاوضات. وكتب على صفحته على «فيسبوك» «لن نسمح لنتنياهو بتحديد مستقبل محادثاتنا».
الى ذلك، قال رئيس أركان القوات المسلحة الايرانية، إن التهديدات الاسرائيلية رداً على الانفتاح الايراني على الغرب و«أقوالاً كهذه نابعة من اليأس»، واصفاً رئيس الوزراء الاسرائيلي بأنه «محرّض على الحرب»، حسبما نقلت عنه وكالة «فارس».
وتابع: «اليوم بات الخيار العسكري خياراً صدئاً وبالياً يطرح على طاولة مشتعلة».
وقال فيروز آبادي أيضاً إن تصريحات نتنياهو ليس من شأنها سوى «تعزيز التهديد ضد الصهاينة».
الى ذلك، قال مشرّعون أميركيون ومساعدون في الكونغرس، إن مجلس الشيوخ وقع تحت ضغوط حتى لا يشدد العقوبات على إيران وإن من غير المُرجّح ان يفرض جولة جديدة من العقوبات إلى ان تجري طهران محادثات نووية مع القوى الكبرى في 15 و16 الجاري في جنيف.
(مهر، إرنا، أ ف ب، رويترز)