لليوم الثالث على التوالي، تواصلت الاحتجاجات الأفغانيّة الغاضبة ضدّ حرق القوات الأطلسية لمصاحف قرآنية، وأدت أمس الى سقوط قتيل وعدد من الجرحى، فيما انتقم جندي أفغاني على طريقته عبر إطلاق النار على جنود أطلسيين وقتل 2، تبيّن أنهما أميركيان. ولم يساعد اعتذار الرئيس الأميركي، باراك أوباما، أمس، في تهدئة الخواطر، بل دعت حركة «طالبان» الى التصعيد ومهاجمة القوات الأجنبية.
وقدّم الرئيس الأميركي اعتذاراته الى الشعب الأفغاني عن حرق مصاحف في القاعدة الأميركية، وذلك في رسالة بعث بها الى نظيره الأفغاني حميد قرضاي. وقالت الرئاسة الأفغانية، في بيان، إن أوباما كتب في الرسالة «أرغب في التعبير عن أسفي الشديد عن الحوادث المذكورة. أقدم إليك وإلى الشعب الأفغاني اعتذاراتي الصادقة»، مشيراً الى أن «خطأ وقع عن غير قصد». وأكد أن «تدابير ستتخذ لتجنب تكرار (حوادث مماثلة)، ما يعني محاسبة المسؤولين».
لكن حركة «طالبان»حرضت الأفغان على الانتقام من جنود الأطلسي بقتل المزيد منهم كي «يكفوا عن تدنيس القرآن الكريم». وقالت في بيان «عليكم أن تشنوا هجمات باسلة على قواعد قوات الغزاة وقوافلها العسكرية، وقتلهم وأسرهم وضربهم لتلقينهم درساً للدفاع عن المصحف الشريف». مع ذلك أكد المتحدث باسم الحركة، ذبيح الله مجاهد، أن «تدنيس القرآن لن يؤثر على المحادثات التي تجري في قطر بشأن عملية السلام».
من جهة ثانية، أعلنت القوة الدولية للمساعدة على إحلال الأمن في أفغانستان «ايساف» أن «اثنين من جنودها قتلا في شرق أفغانستان برصاص شخص يرتدي زيّ الجيش الأفغاني» تحديداً في إقليم كوغياني ـــــ ولاية ننغرهار. وعما إذا كان الحادث يرتبط بالتظاهرات المتعلقة بإحراق مصاحف، قال المتحدث «كانت هناك تظاهرة في الولاية».
وقال شهود إن جنوداً أفغانيين كانوا يحرسون قاعدة أجنبية في ولاية ننغرهار الشرقية «انضموا الى المتظاهرين وفتحوا النار على جنود أجانب»، فيما أوضح حاكم إقليم أفغاني أن القتيلين أميركيان.
وفي مهترلام، عاصمة ولاية لغمان شرق كابول، حاصر الآلاف قاعدة عسكرية مدنية بقيادة أميركية، وألقوا الحجارة عليها وتسلقوا جدرانها الخارجية. وقال مسؤول أمني إن «شخصين أُصيبا بجروح بعد إطلاق الرصاص عليهما من القاعدة أثناء اقتحامهما الجدران وإلقائهما الحجارة على القاعدة».
كما حاول نحو ألفي متظاهر السير الى قاعدة فرنسية في كابيسا شرق كابول، إلا أن قوات الأمن الأفغانية تمكنت من صدهم، وأصيب متظاهرون بجروح طفيفة بعدما فتحت قوات الأمن النار عليهم.
وفي ولاية فارياب الشمالية، توجهت مجموعة من نحو 100 شاب الى قاعدة القوات النروجية على مشارف المدينة وألقوا الحجارة وأضرموا النار في عربات. وتفرقوا عندما تدخلت الشرطة. وقال سفير النرويج في كابول توري هاترم إنه «لم تحدث إصابات وإن لحقت أضرار محدودة بالقاعدة».
وفي إقليم بغلان، قال مدير مستشفى هليل نارمجوي إن «النيران قتلت محتجاً وأصابت ثلاثة، بينما أصيب ثلاثة على الأقل من أفراد الشرطة».
ولم تتضح الجهة التي أطلقت الرصاص. كما اندلعت احتجاجات في إقليمي بدخشان وطخار الشماليين المستقرين نسبياً على الحدود مع طاجيكستان. وفي منطقة خوشي بإقليم لوجار شرقاً، عبّر نحو 500 محتج عن رفضهم لأي اتفاق استراتيجي، فيما هتف المئات في إقليم خوست«الموت لأميركا» و«لا نريد الأميركان في أفغانستان».
(أ ف ب، رويترز، أب، يو بي آي)