حذّر الرئيس الأميركي، باراك أوباما، في العاصمة الكورية الجنوبية، أمس، كوريا الشمالية وإيران بشأن المواجهة النووية بين البلدين والغرب، فيما خيم إعلان كوريا الشمالية عن إطلاق صاروخ بعيد المدى لوضع القمر الاصطناعي «كوانغ ميونغ سونغ ــ 3» في المدار، على قمة الأمن النووي التي بدأت أمس وتنتهي اليوم في مقر المؤتمرات «كيوسك» في العاصمة سيول.
ويشارك في اللقاء 53 من قادة الدول، بينهم الرئيس الأميركي ونظيره الروسي ديمتري مدفيديف والصيني هو جين تاو، إلى جانب 4 منظمات دوليّة. ومن المنتظر أن تتبنى القمة بيان سيول الذي يدعو إلى إزالة أو تقليل المواد والأسلحة النووية وتقوية الحماية والأمن في المنشآت النووية ومنع الاتجار غير القانوني للمواد النووية والمشعة.
وذكر بيان صدر عن السفارة الكورية في لبنان أن «القمة ستجدد الالتزام بالمبادئ التي أقرتها قمة الأمن النووي الأولى التي عقدت في واشنطن في عام 2010، ومن المتوقع أن يتضمن بيان القمة، المؤلف من أحد عشر بنداً، مجموعة من المبادئ المتفق عليها، بالإضافة إلى طروحات جديدة في إطار التعاون في مجال الأمن النووي، الى جانب القضايا الرئيسيّة الثلاث، مواجهة الإرهاب النووي، وحماية المواد والمنشآت النووية، ومنع الاتجار غير المشروع بالمواد النووية، والعلاقة بين الأمن والسلامة النووية، وكيفية إدارة المواد المشعّة».
وفي كلمة ألقاها في جامعة هانكوك في سيول، اعترف الرئيس الأميركي بامتلاك الولايات المتحدة رؤوساً نووية أكثر من اللازم، طارحاً احتمال إجراء تخفيضات جديدة في الترسانة النووية الأميركية مع سعيه إلى حشد تأييد زعماء العالم لاتخاذ خطوات إضافية ملموسة ضد خطر الإرهاب النووي. وقال أوباما «بإمكاننا أن نقول بثقة بالفعل إن لدينا أسلحة نووية أكثر مما نحتاج إليها»، متعهداً ببدء حملة جديدة للحد من التسلح مع الرئيس الروسي المنتخب فلاديمير بوتين، عندما يلتقيان في أيار المقبل. وأضاف أوباما: «أعتقد بحزم أن بإمكاننا ضمان أمن الولايات المتحدة وحلفائنا والحفاظ على رادع قوي ضد أي تهديد والسعي إلى إجراء مزيد من التخفيضات في ترسانتنا النووية».
من جهة أخرى، اتهم الرئيس الأميركي إيران بأنها «سلكت طريق الإنكار والخداع» في ما مضى، مضيفاً إنه «لا يزال هناك وقت لحل دبلوماسي وإن على طهران أن تتحرك بسرعة». وقال «الوقت قصير»، مشيراً الى احتمالات تجدد المفاوضات بين إيران والقوى العالمية. وأضاف «يجب أن يفهم زعماء إيران أنه لا مفر من الخيار المطروح أمامهم».
واستغل أوباما أيضاً كلمته لدعوة كوريا الشمالية التي تخطط لإطلاق صاروخ طويل المدى الشهر المقبل للحد من طموحاتها النووية، قائلاً لقيادة كوريا الشمالية: «ولتعلموا، لن تكون هناك مكافآت أخرى لهذه الاستفزازات. هذه الأيام ولت. هذا هو الخيار المطروح أمامكم».
في هذا الوقت، أعلن نائب مستشار الأمن القومي الأميركي، بن رودس، أن كوريا الشمالية كانت من أول المواضيع التي تطرق إليها الرئيسان الأميركي والصيني على هامش قمة سيول أمس. وأضاف إن «المسؤولين اتفقا على التعاون الوثيق للرد على هذا الاستفزاز والإعراب عن القلق الكبير للكوريين الشماليين وإذا دعت الحاجة إلى التفكير في الخطوات الواجب اتخاذها في حال إطلاق الصاروخ». وأوضح أنه «نظراً الى العلاقات بين الصين وكوريا الشمالية ونفوذها على بيونغ يانغ، رأى الرئيس (أوباما) أن من المهم العمل الوثيق مع الصين وأن تنقل بكين رسالة حازمة الى كوريا الشمالية». وقال رودس إن الصينيين «قالوا لنا إنهم يأخذون المسألة على محمل الجد وإنهم نقلوا للكوريين الشماليين قلقنا».
وكان أوباما قد رأى، أول من أمس، أن أسلوب الصين مع حليفتها كوريا الشمالية «غير مجد».
كما التقى أوباما نظيره الروسي، المنتهية ولايته، ديمتري مدفيديف، على هامش قمة سيول، وتصدر الدفاع الصاروخي في أوروبا والملفان الإيراني والسوري محادثاتهما.
وكانت كوريا الشمالية قد أثارت قلق الأسرة الدولية عندما أعلنت في 16 آذار الماضي إطلاق صاروخ بعيد المدى في أواسط نيسان لوضع قمر اصطناعي مدني في المدار.
وتعليقاً على هذا، قال مسؤول في وزارة الدفاع في سيول إن كوريا الجنوبية ستعترض صاروخ كوريا الشمالية إذا سقط فوق أراضيها، في حال الفشل في وضع القمر الصناعي «كوانغ ميونغ سونغ ــ 3» في مدار حول الأرض.
بدورها، حذرت اليابان القلقة من إمكان تحطم الصاروخ أو أجزاء منه فوق أراضيها من أنها ستنشر أنظمتها المضادة للصواريخ.
في هذا الوقت، رأى التقرير السنوي للسياسة الخارجية اليابانية أن برنامج التطوير النووي والصاروخي لكوريا الشمالية يمثّل تهديداً دولياً.
(الأخبار، رويترز، يو بي آي)