حثّت وزارة الخارجية الإيرانية القوى العالمية على التركيز على التخلص من الأسلحة النووية وتحمّل التزاماتها بشأن الحد من الانتشار النووي بدلاً من التكهن بشأن النشاط النووي السلمي للجمهورية الإسلامية، فيما ذكرت وسائل إعلام إيرانية أن مسؤولاً في الوكالة الدولية للطاقة الذرية قتل في حادث سيارة في إيران.
ونقلت وكالة أنباء «فارس» عن هيئة الطاقة الذرية الإيرانية قولها إن المفتش الدولي الكوري الجنوبي، الذي يُعتقد أنه ضمن فريق تفتيش يعمل في إيران، كان في سيارة برفقة مسؤول كوري جنوبي آخر قرب مفاعل «آراك» وسط البلاد، الذي يعمل بالماء الثقيل، عند منتصف النهار عندما انزلقت السيارة وانقلبت.
في المقابل، هاجم المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية رامين مهمانبرست، الدول الست «5+1» المعنية بمفاوضة الملف النووي مع إيران، وذلك غداة توجيه دعوة أميركية إلى إيران، لاتخاذ «خطوات عملية عاجلة» لبناء الثقة قبل محادثات بغداد في 23 أيار بين الجانبين. وقال: «بعض الدول تقول إنها قلقة من احتمال تحول أنشطة إيران تجاه أغراض غير سلمية في المستقبل. عندما يتحدثون عن التكهن بالمستقبل كيف لا يقلقون بشأن التخلص من الأسلحة النووية في الوقت الراهن؟».
وفي توبيخ غير مباشر لألمانيا عضو المجموعة، التي تضم إليها الولايات المتحدة وروسيا والصين وبريطانيا وفرنسا، قال المتحدث الإيراني إن «بعض هذه الدول لديها غواصات ذات قدرات نووية سلموها للنظام الصهيوني»، في إشارة إلى بيع ألمانيا غواصات من طراز «دولفين» لإسرائيل، والتي يقول بعض المحللين إنها تستطيع حمل رؤوس نووية. وأضاف: «جميع هذه الدول في حاجة إلى الشعور بالتزام مضمون معاهدة حظر الانتشار النووي».
وتجري وكالة الطاقة وإيران محادثات في فيينا يومي 14 و15 أيار الحالي بعد أن أخفق اجتماعان عقدا في وقت سابق من هذا العام في إحراز أي تقدم. وحول محادثات بغداد بين مجموعة «5+1» وطهران، قال أمين مجمع تشخيص مصلحة النظام في إيران، محسن رضائي: «أعتقد أن الثقة المتبادلة من شأنها أن تكون محوراً جيداً للمحادثات بين الجانبين المتفاوضَين». وأضاف: «إذا اعترف الغربيون رسمياً بحقوق الشعب الإيراني وبمصالحنا الوطنية، فإن كل الأمور ستُحلّ، لكن عندما لا نثق بهم، ولا نعلم مدى اهتمامهم بمصالحنا خلال المفاوضات، فإن السياسة الخارجية تواجه مشكلة في بداية الطريق». لكنه أضاف: «في الوقت ذاته نحن متفائلون بنتائج محادثات بغداد، رغم أن أمامنا طريقاً طويلاً في هذا المجال».
ورداً على سؤال عن نسبة مساهمة محادثات بغداد في رفع العقوبات المفروضة على إيران، قال رضائي: «في رأيي إن المهم هو البدء بمسار جديد، إذ إن البدء بمسار جديد بين إيران ومجموعة 5+1 هو من أهم القضايا». وأضاف: «أمامنا طريق طويل لرفع العقوبات عن إيران. وإن مواضيع متعلقة بالعقوبات والأمن الإقليمي والتطورات في المنطقة والكثير من القضايا يمكن أن تطرح في المحادثات».
وتطرق رضائي إلى المناورات الأخيرة التي أجرتها دول مجلس التعاون الخليجي، وقال: «نحن لا نعارض قيام دول منطقة الخليج بمناورات، إلا أننا نرى أن تنفيذ دول خارج منطقة الخليج مناورات في المنطقة، مسبب لانعدام الأمن، ونعتقد أن الخليج يعود لشعوب المنطقة، وهي التي ينبغي أن تقرر مصيرها بنفسها». وأضاف: «من الأفضل إجراء مثل هذه المناورات بالمشاركة مع إيران؛ لأن المناورات المنفردة لا توصلنا إلى نتائج مشتركة».
إلى ذلك، تراجعت واردات الهند من النفط الخام الإيراني نحو 34 في المئة في نيسان عنها في آذار الماضي، وهي نسبة فاقت التوقعات، وتعد أول مؤشر على أن نيودلهي تخفض إمداداتها من البلد الرازح تحت نير العقوبات بموجب اتفاقات سنوية بدأت الشهر الماضي.
وكانت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون، قد التقت نظيرها الهندي إس. إم. كريشنا أمس، في نيودلهي، حيث تباحث الاثنان في موضوع العقوبات الأميركية على واردات النفط الإيراني، الأمر الذي سبب توتراً في العلاقات بين الولايات المتحدة وحليفتها الهند.
وأعفت الولايات المتحدة بالفعل اليابان وعشر دول أوروبية من العقوبات، لكن ذلك لم يشمل الصين والهند أكبر المشترين للنفط الإيراني.
(أ ف ب، رويترز، يو بي آي)