نواكشوط | وسط تعتيم إعلامي غير مسبوق، واجراءات أمنية مشددة، بدأ يوم أمس كبار قادة الجيشين الموريتاني والجزائري مشاورات في نواكشوط حول الوضع في شمال مالي. وفيما لم يعلن رسمياً عن وصول المسؤولين العسكريين الجزائريين، أفاد مصدر مطلع «الأخبار» بأنّ الخبراء الجزائريين يبحثون مع نظرائهم الموريتانيين، في أول تنسيق عسكري على هذا المستوى، مستقبل العمليات المقررة في شمال مالي، ولم يعطِ المصدر مزيداً من التفاصيل. وفي سياق متصل، صرّح الرئيس السنغالي، ماكي صال، بأنّ بلاده لا تعتزم ارسال قوات عسكرية الى مالي للمشاركة الى جانب القوة العسكرية للمجموعة الاقتصادية لغرب افريقيا، بهدف استعادة سيطرة باماكو على إقليم أزواد. وأضاف صال «أن دكار تدعم فكرة تشكيل قوة عسكرية افريقية لطرد الجماعات الاسلامية المسلحة، غير أنها لن تشارك في تلك القوة»، مبرراً ذلك بكوْن السنغال لديها قوات عسكرية لحفظ السلام في ساحل العاج، والكونغو، والسودان، وغينيا بيساو ولا تستطيع قواتها تغطية «كافة مناطق التوتر».
وتأتي هذه الاحداث وسط غضب داخلي ودولي على نشاط الإسلاميين، الذي وصل حدّ العبث بأضرحة الموتى، إذ واصل الاسلاميون، الذين يحتلون تمبكتو في شمال غرب مالي، امس، هدم أضرحة الاولياء المسلمين في حرم اكبر مساجد المدينة، المدرجة على لائحة التراث العالمي المهدد. كما تعهدوا بهدم كل اضرحة المنطقة.
وقال شهود لوكالة «فرانس برس» إن اسلاميي جماعة «انصار الدين»، الذين يسيطرون على تمبكتو منذ أكثر من ثلاثة أشهر، هدموا «بالكامل» ضريحين في جامع تمبكتو الكبير، مستخدمين المجارف والمعاول.
وفي الاول والثاني من تموز، قام اسلاميو حركة «انصار الدين» بهدم سبعة أضرحة لاولياء من أصل 16 في تمبكتو. وقال أحد الشهود إن «الاسلاميين يهدمون الآن ضريحين في جامع تمبكتو الكبير، وهم يطلقون النار في الهواء لابعاد الحشد وتخويفه». وأفاد أحد أقرباء إمام المسجد بأنّ «الضريحين ملاصقان للقسم الغربي للجدار الخارجي للجامع الكبير، والاسلاميين لديهم مجارف ومعاول ينهالون بها على الضريحين المبنيين بالحجر الجيري. وهم يقولون إنهم سيهدمون كل شيء».
ولفت شاهد آخر إلى أنّ الاسلاميين «يهدمون الضريحين في المسجد، اللذين يعتبران من أهم الاضرحة في تمبكتو، وسط هتافات التكبير». وأضاف أن «عددهم كبير وقد قطعوا الطريقين الرئيسيين المؤديين الى المسجد». وتابع الشاهد أن الاسلاميين طلبوا من فريق تابع لقناة «الجزيرة» أن «يصوّر المشهد». ولاحقاً، قال أحد الشهود «انتهى الامر، لقد هدموا الضريحين، حطّم الاسلاميون كلّ شيء. هذا محزن، انها جريمة». وتضم تمبكتو، أيضاً، عشرات آلاف المخطوطات، التي يعود بعضها الى القرن الثاني عشر، ويطلق عليها اسم مدينة الـ«333 ولياً».