تصاعدت حدة الخلاف الصيني الياباني حول جزر سينكاكو في بحر الصين الجنوبي، مع نزول عشرة ناشطين قوميين يابانيين في إحدى جزر الأرخبيل وتظاهرات معادية لليابان في عدد من المدن الصينية، فيما توترت العلاقات بين طوكيو من جهة وواشنطن وسيول من جهة أخرى. وقفز رئيس جمعية «اليابان الى الامام» (غمباري نيبون)، ساتورو ميزوشيما، في الماء وسبح حتى شاطئ يوتسوريغيما، كبرى جزر الأرخبيل الصغير (مئتا كيلومتر مقابل سواحل تايوان التي تطالب بالارخبيل كذلك، والذي تطلق عليه الصين اسم دياوغو). وتعلق الآخرون بحبل مدّه ميزوشيما للانضمام إليه، فيما أثار هذا التحرك غضب الصين التي «احتجت بشدة» لدى طوكيو، بينما استدعت تايوان ممثل اليابان على أراضيها لتؤكد له ملكيتها لهذه الجزر.
وقال أحد أعضاء المجلس البلدي في منطقة طوكيو، ايجي كوساكا، «إنها ارض يابانية بلا جدال. على سفح الجبل وجدنا منازل بنيت على الطراز الياباني»، مُعبّراً عن أسفه لأن الحكومة اليابانية «لا تمارس أي نشاط هنا».
وكان الأسطول المؤلف منذ نحو عشرين سفينة قد وصل فجر أول من أمس الى قبالة جزر سينكاكو للتأكيد مجدداً على سيادة اليابان على هذا الأرخبيل المتنازع عليه مع بكين.
واختار هؤلاء الناشطون موعداً رمزياً لتحركهم في 15 آب، يوم استسلام اليابان في الحرب العالمية الثانية في 1945.
في المقابل، نُظمت تظاهرات في ست مدن صينية على الأقل، أول من أمس، للاحتجاج على هذا التحرك الياباني. وقال بيان لوزارة الخارجية الصينية، إن «الصين قدّمت طلباً رسمياً الى اليابان بالوقف الفوري لتحركات تتعرض لسيادة الصين على اراضيها». وحذرت الصحف الحكومية الصينية، أمس، من ان نزول قوميين يابانيين على الجزيرة يشكل «اهانة» للشعب الصيني.
من جهته، وزير الداخلية التايواني تيموثي يانغ، الذي اتهمت بلاده اليابان باحتلال الأرخبيل، قال في بيان، انه استدعى ممثل اليابان لدى الجزيرة تاداشي إيماي، مؤكداً ان «هذا العمل الاستفزازي لم يؤد سوى الى تأجيج التوتر في بحر الصين الجنوبي».
والى جانب أهميته الاستراتيجية، يرتدي الأرخبيل، الذي تملكه حالياً عائلة يابانية ثرية، أهمية اقتصادية. فالمياه المحيطة به غنية بالأسماك ويمكن ان تكون الأعماق غنية بالنفط.
في غضون ذلك، كشفت مصادر يابانية، أمس، أن الحكومة تنوي تغيير سفرائها في واشنطن، وسيول، وبكين، وأنه سيتم الإعلان رسمياً عن هذه التغييرات في الخريف المقبل.
وتأتـي عملية استبدال السفير الياباني لدى واشنطن في وقت تبقى فيه عدة مسائل عالقة بين البلدين، أهمها استبدال واشنطن لموقع قاعدة فوتينما الجوية، وخطة القيادة العسكرية الأميركية لنشر طائرات «أم في 22 أوسبري» المثيرة للجدل في قاعدتها في محافظة أوكيناوا اليابانية.
وكانت السلطات الكورية الجنوبية قد أعلنت أول من أمس، تعزيز حالة التأهب الأمني في جزر «دوكدو» المتنازع عليها مع اليابان، تحسباً لأي «استفزازات» من طوكيو.
ونقلت وكالة الأنباء الكورية (يونهاب) عن رئيس وكالة الشرطة الوطنية كيم كي يونغ، قوله إنه وجه بتعزيز الحراسة على الجزر، اعتباراً من الأسبوع الماضي وسط تصاعد التوترات مع اليابان.
(يو بي آي، أ ف ب)