افتتح الحزب الجمهوري مؤتمره الوطني، في تامبا ــ فلوريدا أمس، على أن يختتم يوم الجمعة متوجاً ميت رومني، رجل الأعمال وحاكم ولاية ماساتشوستش السابق، مرشحاً رسمياً للحزب في سباق البيت الأبيض أمام الرئيس الديموقراطي باراك أوباما في السادس من تشرين الثاني المقبل. ويُفترض أن يلقي رومني خطاب الترشيح مساء الخميس، بعد أن يتعاقب الجمهوريون على الحديث. ويشارك في المؤتمر نحو خمسين ألف شخص.
قد يكون لرومني الكثير من الصفات المميزة، وربما يحبذ الأميركيون برنامجه الاقتصادي، لكنه يبقى متخلفا عن الرئيس الديموقراطي الأقرب الى قلوب مواطنيه، وهو ما تشير اليه استطلاعات الرأي، رغم الفارق الضئيل فيها.
ويقول استاذ العلوم السياسية في جامعة فرجينيا، لاري ساباتو، إن رومني «حياته برمتها تتركز على الاقتصاد وهو يكتسب صدقية حين يبدي استعداده لمواجهة التحديات الاقتصادية المطروحة على أميركا»، لكن «نقطة ضعفه أنه لا يتمكن من كسب ود الناس».
وقبل الانطلاق في السياسة كان ميت رومني رجل أعمال لامعاً جمع ثروة على رأس شركة للاستثمار تدعى «باين كابيتال» ساهم في تأسيسها عام 1984، وغادرها في نهاية التسعينيات. وقام في سياق نشاطاته في الشركة باستثمارات كثيرة، كما اعاد شراء مئات الشركات، ما ضمن له جني ثروة تقدر ما بين 200 و250 مليون دولار. ولمّع صورته حين أنقذ دورة الألعاب الأولمبية الشتوية في سولت لايك سيتي، بعدما تولى ادارتها.
وجعل رومني من هذا النجاح احدى حججه الانتخابية الرئيسية وكتب أخيراً في صحيفة «وول ستريت جورنال» ان «الدروس المستخلصة من هذه الفترة ستساعدني كرئيس على النهوض بالاقتصاد واستحداث وظائف ودفع الأمور قدماً في واشنطن».
ومع انعقاد مؤتمر الحزب الجمهوري، يبدأ العد العكسي للانتخابات الرئاسية المقررة في أول ثلاثاء من شهر تشرين الثاني، والذي يصادف في السادس من الشهر، حيث لم يعد يبقى هناك سوى سبعين يوما قبل الاقتراع.
ويرتقب أن يعقد الديموقراطيون مؤتمرهم في شارلوتسفيل ــ كارولاينا الشمالية ما بين الرابع والسادس من أيلول لتنصيب باراك اوباما رسمياً مرشحاً عن الحزب، فيما ستجري أول مناظرة تلفزيونية بين اوباما ورومني في دنفر ــ كولورادو في الثالث من تشرين الأول، على أن تجري مناظرة بين نائب الرئيس الديموقراطي جو بايدن ونظيره الجمهوري وبول رايان في دانفيل ــ كنتاكي في 11 تشرين الأول. يلي ذلك المناظرة الرئاسية الثانية في همستيد ــ نيويورك في 16 تشرين الأول، والأخيرة في 22 من الشهر نفسه في بوكا راتون ــ فلوريدا.
وكان الجمهوريون قد أرجأوا مؤتمرهم 24 ساعة بسبب العاصفة الاستوائية «اسحاق» رغم انهم افتتحوا المؤتمر شكلياً أول من أمس.
وفي آخر أخبار العاصفة، أعلنت أجهزة الأرصاد الجوية الاميركية أنها على وشك التحول الى اعصار وتوجهت أمس الى نيو أورلينز ــ ليويزيانا، حيث أعلن الرئيس الاميركي حالة الطوارئ. وقال اوباما ان «العاصفة اسحق قوية ويجب أخذها على محمل الجد». وأضاف «قد تسبب فيضانات كبيرة وأضرارا أخرى في منطقة شاسعة. الوقت ليس للمجازفة، علينا التنبه للتحذيرات الرسمية. علينا أخذ الامور بجدية». وشجع «كافة السكان على ساحل خليج (المكسيك) على الاصغاء الى توصيات السلطات المحلية بما في ذلك طلب اخلاء مناطقهم».
من جهته، قال المركز الوطني للاعاصير في نشرته الصباحية ان «اسحق على وشك التحول الى اعصار»، مشيراً الى «ارتفاع كبير في مستوى مياه البحر وخطر سيول على الساحل الشمالي لخليج المكسيك». ويفترض أن تصل العاصفة فجر اليوم أو عصراً (بحسب توقيت بيروت)، الى سواحل لويزيانا التي لم تنس بعد الاعصار كاترينا الذي ضرب المنطقة في 29 آب 2005، وأدى الى سقوط 1800 قتيل.
(أ ف ب، يو بي آي، رويترز)