في خطاب تتويجه مرشحاً رسمياً للانتخابات الرئاسية، شنّ المرشح الجمهوري، ميت رومني، مساء أول من أمس، هجوماً لاذعاً على منافسه الديموقراطي باراك أوباما ونهجه السابق، ووعد المواطنين بخلق ملايين الوظائف وفرص العمل، وانهاض الاقتصاد الأميركي. خطاب أراد منه أن يلمّع صورته أمام الناخب، وأن يعرض برنامجاً أفضل من منافسه، علّه بذلك يستطيع أن يتقدّم عليه باستطلاعات الرأي، وذلك قبل أقل من خمسة أسابيع على موعد الانتخابات. وبعدما دعا الى «احياء الوعد» بأميركا التي خاب أملها بأربع سنوات من رئاسة أوباما، اعتبر رومني أن «ما تحتاج إليه بلادنا اليوم ليس معقداً ولا عميقاً، ما تحتاج إليه أميركا هو الوظائف. الكثير من الوظائف». وكشف، أمام مندوبي الحزب الجمهوري الذين اختتموا مؤتمرهم العام في تامبا ــ فلوريدا مساء الأول من أمس، عن خطة من خمس نقاط لخلق 12 مليون وظيفة ادراكاً منه بأن الاقتصاد يشكل أبرز اهتمامات الاميركيين.
وفي أهم خطاب في مسيرته، نُقل مباشرة أمام ملايين المشاهدين الاميركيين، حاول رجل الأعمال الثري، البالغ من العمر 65 عاماً، الانفتاح على الاميركيين وتحدث عن ماضيه وأصله وعائلته وكنيسته المورمونية. وقال «حان الوقت لاحياء الوعد الاميركي». وأضاف أن «أميركا تحلت بالصبر، لكن آن الأوان اليوم لطي الصفحة». وتابع «الوقت حان لوضع خيبات السنوات الأربع الماضية وراءنا، وضع الانقسامات والانتقادات جانباً».
وأعلن رومني رسمياً قبوله بتسمية الحزب الجمهوري كمرشح رئاسي، قائلاً للمندوبين الجمهوريين في اليوم الاخير من المؤتمر العام الجمهوري «سيدي الرئيس (رئيس الحزب)، والمندوبون، اقبل بتسميتكم لي لمنصب رئاسة الولايات المتحدة»، وسط تصفيق حار من الحضور.
وحاول رومني اضفاء نفحة انسانية على صورته، متحدثاً عن عائلته وايمانه بمذهب المورمون. كما حاول استقطاب الناخبين اليهود، قائلاً إن «الرئيس أوباما قد تخلّى عن حلفاء مثل إسرائيل وحتى أنه خفف العقوبات على كوبا كاسترو، وتخلّى عن أصدقائنا في بولندا من خلال التخلّي عن التزاماتنا بالدفاع الصاروخي ولكنه مصمم على منح الرئيس الروسي (فلاديمير) بوتين المرونة التي يرغب بها بعد الانتخابات». ووعد «في ظل رئاستي، سيرى أصدقاؤنا المزيد من الوفاء وبوتين سيرى ليونة أقل وتشدداً أكثر».
ومع انتهاء المؤتمر، يبدأ رومني حملة انتخابية الجمعة في فلوريدا وفرجينيا، الولايتين الحاسمتين في الانتخابات الرئاسية التي تدخل آخر مراحلها مع مؤتمر الحزب الديموقراطي المرتقب الأسبوع المقبل في شارلوت ــ كارولاينا الشمالية.
وعلى خطى حملة أوباما، المعروفة بكثرة استخدام المشاهير للترويج للرئيس، ألقى الممثل الشهير كلينت استوود خطاباً طويلاً خلال مؤتمر الحزب الجمهوري في تامبا، موجهاً انتقادات شديدة اللهجة الى الرئيس اوباما. واعتبر استوود (82 عاماً) أن «العاطلين من العمل الذين بلغ عددهم 23 مليوناً في الولايات المتحدة عار»، مؤكداً أنه «آن الأوان ليأتي مسؤول آخر لإيجاد حل لهذه المشكلة». وأضاف «عندما لا يقوم شخص بعمله على أكمل وجه فعليه أن يرحل»، موجهاً كلامه الى مجسم لباراك أوباما يجلس الى جانبه في كرسي شاغر على منصة المؤتمر.
وتم التداول بمداخلة ايستوود، التي كانت في بعض الأحيان غير متماسكة وأضحكت الحضور، على موقع «تويتر»، حتى أن أوباما كتب على حسابه بسخرية: «هذا المقعد محجوز!».
ورغم أن أوباما كان قد سخر من المؤتمر الجمهوري قائلاً إنه استعراضي ولا يكترث به، فإن فريقه تابعه بأدق التفاصيل، وفور إدلاء رومني بخطابه، خرج ليردّ عليه مفنّداً أخطاءه. وقال مدير حملة أوباما، جيم ميسينا، «كما خلال المؤتمر الجمهوري بكامله، فان خطاب ميت رومني هذا المساء تضمن سلسلة طويلة من الهجمات الشخصية والكلام المبتذل الاعتيادي، لكنه خلا من أي فكرة عملية حول سبل دفع البلاد قدماً».
وعلى الصعيد الاقتصادي، لفت ميسينا الى أن «ما لم يعرضه (رومني) هو اقتراحاته الفعلية التي ستعيد بلادنا الى الخلف»، منتقداً أيضاً رومني بشأن افغانستان. وأشار الى أن رومني سيحقق خمسة تريليونات من «التخفيضات الضريبية للاثرياء تدفعها عنهم الطبقات الوسطى، وسيحول برنامج الضمان الصحي للمسنين «ميديكير» الى نظام قسائم».
وأضاف ميسينا «خلال خطاب استمر 45 دقيقة لم يجد ميت رومني لحظة لذكر افغانستان. وهو بعدم طرحه أي خطط جديدة ولزومه الغموض حول خططه الفعلية، لم يغادر هذا المؤتمر أقوى مما كان حين وصل اليه».
(أ ب، أ ف ب، يو بي آي)