في الوقت الذي لا تزال فيه الاحتجاجات المنددة بالفيلم المسيء للنبي محمد في العالم الاسلامي وتطورها الى اشتباكات وأعمال عنف أسقطت، أمس أيضاً قتلى وجرحى، قال المرشد الأعلى للجمهورية الإيرانية، علي خامنئي، إن على القادة الأميركيين والغربيين أن يثبتوا بالفعل لا بالقول إنهم ليسوا شركاء في «جريمة» الإساءة للنبي محمد عبر الفيلم.
وإذ وصف خامنئي الفيلم المسيء للرسول بأنه «جريمة»، قال إن «الشعوب في ضوء معرفتها بالسياسات الأميركية والإسرائيلية المعادية للإسلام، وجهت أصابع الاتهام إلى أميركا وبعض الدول الأوروبية». وأضاف، خلال مراسم تخريج دفعة من طلبة الجامعات العسكرية للجيش الإيراني: «نحن لا نصرّ طبعاً على إثبات ضلوعهم في هذه الجريمة، لكن أساليب السياسيين الأميركيين وبعض الأوروبيين، جعلتهم في موقع المقصر من وجهة نظر الشعوب، وعلى هؤلاء تبرئة أنفسهم من هذه الجريمة المروعة لا بالقول بل بالفعل».
ورأى خامنئي أن التظاهرات أمام المصالح والمراكز السياسية الأميركية في عدة دول إسلامية «هي مؤشر على كراهية هذه الشعوب المعمّقة للسياسات الاستكبارية والصهيونية»، مضيفاً أن «الشعوب تئن وتضجر من أميركا، ولهذا السبب فإن هذا الغضب والكراهية يطفوان على السطح بشكل شامل عندما يحدث منفذ أو حالة مثل الحادث الأخير».
بدوره، أكد نائب الرئيس الإيراني، محمد رضا رحيمي، أن الحكومة ستلاحق صناع الفيلم. وقال إن الحكومة «ستبحث قطعاً عن هذا الشخص الآثم وتقتفي أثره وتلاحقه... هذا الشخص الذي أهان 1.5 مليار مسلم في العالم».
وفي اليمن، رأى راجح بادي، المستشار الإعلامي للرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، إن إرسال مجموعة من مشاة البحرية الأميركية إلى اليمن هو نشر مؤقت. وقال: «من حيث المبدأ، الحكومة ترفض اي وجود عسكري أجنبي على أراضيها، لكن نتيجة لحالة الانقسام القائمة في صفوف الجيش والأمن سُمح بوجود عدد محدود من قوات «المارينز» بهدف حماية السفارة الاميركية فقط، ولفترة زمنية مؤقتة، وهؤلاء سيغادرون اليمن». وفي الشارع اليمني، تظاهر مئات الطلاب في جامعة صنعاء مطالبين بطرد السفير الاميركي ومقاطعة منتجات بلاده. وانتهت المسيرة من دون أعمال عنف خلافاً للتظاهرات السابقة. فيما أعلنت وزارة الداخلية اعتقال خمسة اشخاص، ما يرفع عدد الذين قُبض عليهم الى 13 منذ محاولة اقتحام السفارة.
وكانت تظاهرات باكستان أمس، أكثر عنفاً بحيث أدت إلى مقتل متظاهرين عقب اشتباكات مع الشرطة. وقال مسؤول حكومي: «قتل شخص وجرح آخران في تبادل لاطلاق نار بين الشرطة ومتظاهرين» في مدينة واراي في منطقة دير العليا.
وكان طلاب وسكان من مدينة بيشاور قد بدأوا بإحراق مركز للشرطة، والنادي المحلي للصحافيين ومنزل قاضٍ وثلاث سيارات، فاستخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع والطلقات التحذيرية في الهواء في محاولة لتفريق المتظاهرين، الا أن متظاهراً أطلق النار على قوات الأمن الذين ردوا بالمثل. فيما أعلن مسؤول محلي أن الشرطة اعتقلت «22 متظاهراً، الوضع الآن تحت السيطرة».
وفي فلسطين، تظاهر مئات الفلسطينيين في رام الله تلبية لدعوة وزارة الاوقاف ورددوا «لا تمسوا نبينا». فيما دعا وزير الاوقاف والشؤون الدينية محمود الهباش خلال التظاهرة الولايات المتحدة الى الاعتذار. وفي مانيلا، تظاهر نحو ثلاثة آلاف فيليبيني من المسلمين واحرقوا أعلاماً أميركية واسرائيلية، وحملوا لافتات كتب عليها «الاميركيون شيطانيون» و«اليهود الاسرائيليون أعداء الامة الاسلامية».
(أ ف ب، رويترز، أ ب، يو بي آي)




وصف الموفد الخاص للجنة الرباعية حول الشرق الأوسط، طوني بلير (الصورة)، أمس، الفيلم المسيء للإسلام بأنه تافه، مضيفاً أن دوامة العنف التي سببها خطيرة جداً وغير مناسبة. وقال لهيئة الاذاعة البريطانية «بي بي سي»: «يمكن اعتبار الفيلم أنه مهين وغير لائق، لكنه تافه من الناحية السينمائية». وتابع: «قمت أخيراً بجولة في منطقة تمر بمرحلة انتقالية صخمة. هناك تجاذب بين قوى الحداثة التي ترغب في مجتمع منفتح، واقتصاد يعمل بشكل صحيح، وبين أولئك الذين تقوم ردود فعلهم على رؤية مغلوطة للدين ويريدون اعادة المجتمع الى الوراء». وأوضح بلير أنه «كي تسير ديموقراطية بشكل صحيح يجب ان يكون للدين موقعه فيها، لكن على الدين ايضاً ان يحترم الديموقراطية كما تحترم الديموقراطية الدين».
(أ ف ب)