حاول وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا، أمس، أن يقلل من أهمية الهجمات التي يشنها شرطيون أو جنود أفغان على قوات الحلف الأطلسي في أفغانستان، فوصفها بأنها تكتيك أخير لمتمردي حركة «طالبان» لاستعادة المناطق التي خسروها، فيما أقرّ الأطلسي بأنّ الهجوم على قاعدة كامب باستيون كان منظماً ومجهزاً وتكبد خلاله خسائر جسيمة. وقال بانيتا في اليابان ضمن جولته الآسيوية: «بصراحة، إنه نوع من جهد أخير ليس لاستهداف قواتنا فقط، بل خلق الفوضى». وأضاف: «يلجأ المتمردون إلى هذه التكتيكات لأنهم غير قادرين على استعادة أي ميدان خسروه». وأشار إلى أن «الولايات المتحدة تسعى إلى إيجاد الوسيلة الأفضل لحماية قواتها في أفغانستان، الا ان هذه الهجمات لن تستدعي تعديلاً في الاستراتيجية، وخصوصاً مساعدة القوات الافغانية لكي تتولى المسؤوليات الامنية في البلاد بحلول أواخر 2014». وأعلن أن بلاده ستبذل كل ما بوسعها للحد من هذه المخاطر «ولكننا لن نحيد عن المهمة الأساسية التي نحن هناك من أجلها».
وكانت الهجمات التي شنها شرطيون وجنود افغان على جنود قوات الحلف الاطلسي قد أدت إلى وقوع 6 قتلى في صفوف قوة «ايساف» في أقل من 12 ساعة، اضافة الى شن هجوم على قاعدة كامب باستيون الواقعة في ولاية هلمند الجنوبية، والتي يتمركز فيها الأمير البريطاني هاري.
كذلك أعلنت قوة «ايساف» تدمير ست مقاتلات أميركية والحاق أضرار جسيمة بطائرتين، وتدمير ثلاث محطات لإعادة التزود بالوقود تابعة للحلف، واصابة ست حظائر طائرات. وقال مصدر أمني غربي إن الخسائر المادية للحلف الأطلسي هي الأكبر خلال عقد من النزاع في افغانستان.
واضطر الجنرال الأطلسي غونتر كاتس إلى الرد على أسئلة متكررة عن الهجوم على القاعدة الذي وقع ليل الجمعة ــ السبت. وتقول «ايساف» إنها لا تزال تجري التحقيقات لمعرفة كيف تمكن عناصر «طالبان» المسلحين بسترات ناسفة ورشاشات وصواريخ ويرتدون لباس الجيش الأميركي من اختراق الجدار المحيط بقاعدة كامب باستيون.
وقال كاتس: «نعم نعتقد أن هذا الهجوم كان منظماً ومجهزاً بنحو جيد ودمرت فيه ست مقاتلات هاريير. الحقوا أضراراً بمقاتلتي هاريير أُخريين ودمروا مباني وقتلوا عنصرين من قوات المارينز الأميركية، لكن يجب الا ننسى أنّ من بين المهاجمين الـ15 قتلنا 14 وقبضنا على واحد». وأضاف: «من الواضح ان التمرد يخسر المعركة والوضع الامني يتحسن كل يوم هنا في افغانستان، ولذا فهم يبحثون عن هجمات تجذب وسائل الإعلام». لكنه أقر بأن «ايساف» تتعلم دروساً من الهجوم على كامب باستيون وتتبنى تدابير حماية وفقا لذلك، من دون إعطاء تفاصيل.
وقالت طالبان إن الهجوم انتقام من فيلم مسيء إلى الإسلام «براءة المسلمين». وأشارت الى أنها لو عثرت على الأمير هاري لقتلته.
(أ ف ب، يو بي آي، رويترز)