نفت إيران وواشنطن وجود اتصالات ثنائية مباشرة بينهما حول ملف طهران النووي، الأمر الذي أشارت اليه أول من أمس صحيفة «نيويورك تايمز» ، لكن البيت الأبيض أكد «مواصلة العمل على إيجاد حل دبلوماسي» لهذا الملف. وقال وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي، في مؤتمر صحافي رداً على سؤال عن المعلومات التي أوردتها الصحيفة الأميركية «لسنا معنيين بأمور مماثلة». من ناحية ثانية، أكد صالحي أن طهران ومجموعة الدول الست الكبرى (الولايات المتحدة وروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا والمانيا) لا تستبعد استئناف مفاوضاتها حول البرنامج النووي الإيراني بعد الانتخابات الأميركية في 6 تشرين الثاني المقبل.
وقال الوزير الايراني «في (جولة) التفاوض الأخيرة، تقرر عقد اجتماع جديد مع نهاية تشرين الثاني، لكن لم يحدد حتى الآن أي موعد أو مكان».
بدوره، سارع المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي تومي فيتور، الى القول «ليس صحيحاً أن الولايات المتحدة وإيران اتفقتا على إجراء محادثات ثنائية، أو أي لقاء كان بعد الانتخابات الاميركية».
واضاف فيتور في بيان له «سنواصل العمل على إيجاد حل دبلوماسي مع مجموعة 5+1، وقلنا منذ البداية إننا مستعدون لعقد لقاءات ثنائية».
غير أن شبكة «ان بي سي» التلفزيونية الأميركية نقلت عن موظفين رفيعي المستوى في إدارة الرئيس باراك أوباما، قولهم إن محادثات سرية أميركية إيرانية قد حصلت في واشنطن وطهران، لكن لم يحدَّد موعد للقاء قريب.
وقال الموظفون الأميركيون إن إسرائيل ومجموعة دول «5+1» التي شاركت في المحادثات مع إيران في الماضي، مطلعة على المحادثات السرية.
واوضح المسؤولون ان هذا الاتفاق جاء نتيجة لقاءات سرية بين الجانبين.
في السياق نفسه، نفى وزراء إسرائيليون أمس علمهم باتصالات أميركية ـــــ إيرانية، وعبّر وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان، عن أمله بأن الولايات المتحدة سترفض الاجتماع مع مندوبين إيرانيين.
وقال ليبرمان لإذاعة الجيش الإسرائيلي «آمل أنه لا توجد نوايا لدى الأميركيين لإجراء محادثات مباشرة مع إيران».
وتطرق ليبرمان إلى تقرير «نيويورك تايمز»، قائلاً «أريد أن أصدّق نفي البيت الأبيض، وأعتقد أن الأميركيين تعلموا من التجربة، إذ إن كل ما يريد أن يحققه الإيرانيون بواسطة هذه المفاوضات المباشرة هو إزالة العقوبات» الدولية المفروضة عليهم.
بدوره، نفى وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي موشيه يعلون، علمه بوصول معلومات إلى إسرائيل عن اتصالات أميركية ـــــ إيرانية سرية، لكنه قال إنه «ليس سراً أنه حصلت اتصالات بين الأميركيين والإيرانيين.. لكن إيران ترفض طوال الوقت إجراء اتصالات علنية مع الولايات المتحدة».
وأوضح يعلون أن اسرائيل «لا تعارض هذا.. إذا أوقفت إيران مشروعها النووي العسكري نتيجة لاتصال مباشر مع الولايات المتحدة فسنكون أول من نرحب بهذا»، لكنه قال إنه على حد علم اسرائيل فإن المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي يعارض إجراء محادثات مباشرة مع واشنطن، قائلاً في الوقت نفسه: «أنا أصدق نفي البيت الأبيض».

كذلك قال مستشارون لوزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك إن التفاصيل التي نشرتها الصحيفة الأميركية ليست معروفة لدى جهاز الأمن الإسرائيلي، وخاصة في ما يتعلق بتفاهمات أميركية ـــــ إيرانية.
وقال السفير الاسرائيلي لدى الولايات المتحدة ميشيل اورين لـ «نيويورك تايمز»، إن الادارة الأميركية لم تبلّغ اسرائيل بعد أيّ اتفاق بشأن المحادثات.
وأضاف «لا نعتقد انه يجب مكافأة ايران بمحادثات مباشرة».
ونقلت صحيفة «نيويورك تايمز» عن مسؤولين في إدارة الرئيس الأميركي أنه للمرة الأولى على الإطلاق جرى الاتفاق بين الجانبين الأميركي والإيراني على إجراء مفاوضات مباشرة حول البرنامج النووي الإيراني، في ما يعدّ خطوة أخيرة في إطار الجهد الدبلوماسي لتفادي توجيه ضربة عسكرية لإيران.
وقال مسؤول رفيع المستوى، إن مسؤولين إيرانيين أصروا على أن تُجرى المحادثات بعد الانتخابات الرئاسية الأميركية، وقالوا لنظرائهم الأميركيين إنهم يريدون معرفة من يتفاوضون معه.
وقال أحد المسؤولين إن الأميركيين يريدون حصر المفاوضات بالبرنامج النووي الإيراني، فيما أشارت إيران إلى انها تود التطرق إلى مسائل أكثر، من بينها سوريا والبحرين وغيرهما.
(أ ف ب، يو بي آي، رويترز)