قبل أسبوعين على موعد الانتخابات الرئاسية الأميركية، وفور انتهاء المناظرة الثالثة والأخيرة، استأنف المرشحان الرئيس الأميركي، باراك أوباما، والجمهوري ميت رومني اللقاءات الانتخابية، على أمل حصد أكبر قدر من التأييد بين الأميركيين الذين لم يقرروا موقفهم بعد. وأكد رومني في تجمع في هندرسن بولاية نيفادا، أن حملته هي التي تتمتع بالزخم، وأن المناظرات أعطتها «دفعاً كبيراً» وجعلته أقرب إلى النصر في السادس من تشرين الثاني. وأضاف إن حملة أوباما أشبه بسفينة «تتسرب إليها المياه، بينما نحن ماضون قدماً بأقصى سرعة». وبدا رومني متفائلاً جداً خلال جولاته لاستمالة ولايتي نيفادا وكولورادو، وشدد على أنه هو من يمثل التغيير في البلاد وليس منافسه، مضيفاً إن ترشيح أوباما «استمرار للوضع الحالي، ورسالته دعوة لمواصلة السياسات المتبعة في السنوات الأربع الأخيرة. ولهذا السبب حملته تتراجع، بينما نحن نزداد زخماً».
وقال رومني، في تجمع في كولورادو والذي اعتبر من الأكثر ضخامة خلال حملته، بحضور مرشحه لنيابة الرئاسة، بول راين، «نحن في الميل الأخير الآن، وأعتقد أن سكان كولورادو سيحملوننا إلى خط النهاية».
بدوره، استمر اوباما على النبرة الساخرة نفسها التي كان عليها في المناظرة الأخيرة، عندما حذر حشداً في فلوريدا من اعطاء الثقة لمنافسه «المتهور» والمراوغ. وكشف اوباما بالتفصيل عن جدوله للولاية الرئاسية الثانية، كما عرض دعاية جديدة أوضح فيها حجته الأقوى، رداً على اتهام رومني له بأنه لم يطرح خريطة طريق واضحة للسنوات الأربع المقبلة.
ويركز برنامج اوباما الجديد على ايجاد وظائف جديدة، والاستثمار في قطاع التكنولوجيات الحديثة والتربية، مع التركيز على ما يسميه اوباما «الوطنية الاقتصادية الجديدة».
وفي اول رد فعل على خريطة اوباما، سخر كبير مستشاري رومني، كيفن مادن، من نشر برنامج اوباما، مشبهاً اياه بمحاولة لتلميع «جرس الانذار»، مضيفاً إن المناظرات اعادت تشكيل السباق الرئاسي الذي بات لصالح رومني، بينما الوقت ينفد أمام اوباما.
وقبيل توجهه إلى اوهايو، التي يمكن ان تكون الولاية الحاسمة في نتيجة الانتخابات، خاطب اوباما سكانها بأن بإمكانهم أن يختاروا سياسة خارجية متهورة وخاطئة، أو يمكنهم أن يختاروا سياسة ثابتة وقوية. وصرح اوباما امام حشد من 9500 شخص، بمشاركة نائبه جو بايدن في اوهايو، «اعتمد على العمال الأميركيين. وعلى الصناعة الاميركية. وسأعيد الكرة لأن الرهان كسب في اوهايو وللولايات المتحدة بشكل كبير».
وبدأ اوباما أمس جولة تستمر 48 ساعة، وتشمل ولايات ايوا وكولورادو ونيفادا وفلوريدا وفرجينيا وأوهايو، في المقابل، سيزور رومني ثلاثاً من هذه الولايات، وهي: ايوا وأوهايو وفرجينيا.
في إطار متصل، نأى ميت رومني بنفسه بعد تصريحات حول الاغتصاب أدلى بها مرشح جمهوري إلى مجلس الشيوخ، ريتشارد موردوك، وأثارت انتقادات حادة من اوباما بحق فريق رومني. وكان موردوك قد قال خلال نقاش في وقت متأخر الثلاثاء إن الحياة تبدأ منذ التكوين وإنه يعارض اي لجوء إلى الإجهاض إلا عندما تكون حياة الأم في خطر.
وقال المتحدث باسم حملة رومني، اندريا سول، إن «الحاكم رومني يختلف مع تصريحات موردوك، وإنها لا تتوافق مع مواقفه حول الموضوع».
من جهة أخرى، أعرب رئيس الوزراء الفرنسي، جان مارك ايرولت، أمس، عن أمله بإعادة انتخاب باراك اوباما رئيساً للولايات المتحدة. وأكد ايرولت، في تصريح لإذاعة «فرانس انتر» العامة، أنه «اذا ما اعيد انتخاب اوباما، آمل أن يعالج المسألة المهمة جداً المتعلقة بالنزاع الاسرائيلي الفلسطيني».
وشدد ايرولت على أنه «يجب حل هذه المسألة»، مضيفاً إن «الوضع أصبح لا يحتمل بالنسبة للناس هناك، ثمة الكثير من المخاوف الأمنية بالنسبة لإسرائيل، رأينا ذلك مع إيران، لكن هناك أيضاً الكثير من المعاناة للشعب الفلسطيني. يجب إذاً التقدم بثبات، انها مسألة ترتب مسؤولية كبيرة على قادة العالم».
والموقف الفرنسي من الانتخابات الاميركية يشاطره قسم كبير من الرأي العام العالمي، بحسب استطلاع للرأي نشرته هيئة الاذاعة البريطانية (بي بي سي). وأظهرت الدراسة التي اجراها معهد «غلوب سكان/ بي آي بي ايه»، خلال الصيف الماضي في 21 بلداً، أن شعبية باراك اوباما مرتفعة في الخارج مقارنة بمنافسه رومني.
وتتصدر فرنسا قائمة البلدان التي يحظى فيها اوباما بأعلى مستويات تأييد شعبي مع 72% من الآراء المؤيدة، في حين كانت باكستان البلد الوحيد الذي فضل سكانه دعم رومني.
(أ ف ب، يو بي آي، رويترز)