خاص بالموقع- أعلنت منظمة «إيتا» الباسكية «وقف إطلاق نار دائماً وعاماً وقابلاً لمراقبة المجتمع الدولي» في بيان صدر أمس على موقع الجريدة الاستقلالية الباسكية «غارا». وجاء أول رد فعل رسميّ من نائب رئيس الحكومة الإسبانية ووزير الداخلية ألفريدو بيريز روباكالبا بالقول «إنه خبر طيّب، لكن ليس هو الخبر: نحن أمام منظمة تلجأ إلى نفس الغطرسة ونفس اللغة ونفس الإخراج. ولا تزال تعتقد أن لنهاية العنف سعراً». ورفض «أية محاولة للتدويل»، مشيراً إلى أننا «وصلنا إلى بداية نهاية قد تكون بعدُ طويلة ومعقّدة».
وكانت «إيتا» قد عدّت، من خلال شريط فيديو قرأه 3 ملثمين، خطوتها هذه «التزاماً صلباً بمسار حل نهائي وبإنهاء المواجهة المسلحة». وتابع البيان أنّ «وقت المسؤولية التاريخية قد حان، وعلى المسار الديموقراطي أن يتخطى كل أنواع نفي الحقوق أو إضعافها، وعليه أن يحل معضلات الإقليمية وحق تقرير المصير، التي تمثّل لبّ الصراع السياسي».

بدوره، قال الأمين العام للحزب الاشتراكي مارسلينو إيغليزياس إنه «حدث مهم يجب تثبيته الآن بأفعال لا بأقوال»، فيما رأت الأمينة العامة للحزب الشعبي المعارض أن «البيان الوحيد المقبول هو بيان الحل وانتهاء العمليات الإجرامية، وهذا ما لم يحدث».

والمنظمة الباسكية «أوسكادي تا إسكاتازونا» (أي الوطن الباسكي والحرية) التي تأسست عام 1959 كفصيل مقاوم للديكتاتورية الفرانكية قبل أن تتحول إلى مجموعة عسكرية استقلالية باسكية لم تقم بأية عملية عسكرية منذ 17 شهراً، وتعدّ مسؤولة عن مقتل أكثر من 800 إسباني منذ عام 1968، أشهرهم رئيس حكومة إسبانيا وخلَف فرانكو المحتمل كاريرو بلانكو عام 1973.

وانشقت «إيتا» عام 1974 إلى جناح «سياسي ـــــ عسكري» وآخر «عسكري». وجرت مفاوضات بين الحكومة والجناح الأول عام 1982 أدت إلى انخراط الأخير في العمل السياسي، فيما تجذر الآخرون في الجناح العسكري، ولم يتردّدوا بعد ذلك في اغتيال من سمّوهم «الخونة»، ثم بعد عام 1995 في استهداف شخصيات باسكية مناهضة لهم، ما أدى إلى تدهور دعمها الشعبي.

وأعلنت «إيتا» هدنة من جانب واحد عام 1998 تخلت عنها بعد مرور عام. ثم أعلنت هدنة جديدة خرقتها في عملية على مطار مدريد في آخر يوم من السنة.

وكانت منظمة «إيتا» قد أعلنت في أيلول 2010 هدنة دائمة تحدثت فيها عن «وقف العمليات الهجومية. وهو قرار أخذناه منذ أشهر». ورأت الحكومة الإسبانية أن هذه التطورات «من دون أهمية»، وأضافت إنّ «على المنظمة أن توقف الكفاح المسلح وتحل نفسها». وتضغط منذ أيلول ذراع «إيتا» السياسية «باتاسونا» (الممنوع) لحث المنظمة على إعلان «وقف إطلاق نار دائم وعام» وهو ما حدث أمس.