خاص بالموقع | خرج السوب كوماندانتي ماركوس، قائد الزاباتيين المكسيكيين عن صمته الذي استمر حوالى سنتين. وفي رسالة موجّهة إلى الفيلسوف المكسيكي لويس فيلورو نشرت قبل أسبوع، ينتقد الزعيم الثوري الحرب التي يخوضها الرئيس فيليبي كالديرون ضد كارتيلات المخدرات، قائلاً «لن ينتج منها فقط آلاف القتلى وأرباح هائلة، بل أيضاً أمة مدمرة ومحطمة». ويخوض الرئيس كالديرون منذ وصوله إلى السلطة في كانون الأول عام 2006 حرباً على المخدرات كلفت البلد حتى الآن أكثر من 34000 قتيل، فيما تمتد رقعتها كل يوم. ويتابع ماركوس «إن المزحة التي تقول إنه منذ انطلاق الحرب نجحت الكارتيلات في الانتظام، والدولة في التفكك هي للأسف حقيقة مفجعة». ويتساءل قائد الزباتيين إذا كانت الولايات المتحدة تجني أرباحاً من خلال هذه الحرب، ويجيب «بلى، إنها تلبي طلب الكوكايين الأميركي وأيضاً عرض صناعة الأسلحة الأميركية التي تصدر كل يوم عندنا». كما يشكك بما يصدر يومياً من بيانات، قائلاً «إن هذه الحرب قتلت حتى الآن أكثر من ألف طفل خلال أربع سنوات: هل كلهم كانوا أعضاء في الكارتيلات كما تدّعي البروباغندا الرسمية؟» قبل أن يختم «منذ تصميمها، هذه الحرب خاسرة وليس لديها نقطة نهاية». ويذكّر كلام ماركوس بمضمون كتاب الصحافية المشهورة أنابيل هيرنانديز، إحدى أبرز صحافيات المكسيك، وهو بعنوان «أسياد الناركو»، حيث تقول الباحثة «إن الحرب على المخدرات هي فقط حرب على أخصام جواكيم غوزمان، زعيم كارتيل سينالوا»، الذي يتمتع ـــ حسب رأيها ـــ بحماية خاصة منذ حكم الرئيس فيسينتي فوكس، وصولاً إلى خلفه كالديرون. وتقول هيرنانديز، وقد حطم كتابها أرقاماً قياسية في المبيعات، إنها تلقّت معلومات «جداً موثوقة» بأن السلطة تنوي تصفيتها وتقديم مقتلها «كأنه ناجم عن حادث سير».
بعيداً عن الروايات والرسائل، عرفت الأيام العشرة الأخيرة تطورات مثيرة، إذ قتل ضابط أميركي يعمل في وكالة الهجرة والجمارك وجرح معاونه، فيما كانا ينتقلان في سيارة من مكسيكو إلى مونتري. كذلك وقعت قبل أسبوع مجزرة في ضاحية العاصمة ـــ وهو العنصر الجديد ـــ أدّت الى مقتل 7 أشخاص، ولها كل معالم التصفيات التي تجرى بين كارتيلات المخدرات. أيضاً في نهاية الأسبوع الفائت، قتل 40 شخصاً في سيوداد خواريز و12 في أكابولكو السياحية.
من جهة أخرى، وعلى الصعيد السياسي، طلب أندريس مانويل لوبيز أوبرادور مرشح اليسار في الانتخابات الرئاسية الأخيرة من قيادة «حزب الثورة الديموقراطية» (اليساري) تعليق عضويته لعدم موافقته مع التحالفات التي تنوي عقدها مع «حزب العمل الوطني» (اليميني) الذي يترأسه كالديرون في محاولة لعزل «حزب الثورة المؤسساتية» (الوسطى) عشيّة انتخابات حكام الولايات المحددة موعدها هذه السنة. ورفضت قيادة الحزب هذا الطلب وهي تنوي إجبار أوبرادور، الذي خسر الحزب بعد الاستحقاق الرئاسي، على الانصياع أو الخروج من الصفوف الحزبية.