في أول كلمة يوجهها رئيس ساحل العاج المعترف به دولياً الحسن واتارا إلى مواطنيه منذ تفاقم الأزمة التي أعقبت الانتخابات الرئاسية، دعا إلى المصالحة الوطنية، معلناً فرض الحصار على خصمه لوران غباغبو الذي لا يزال يرفض الاستسلام، ليبدو كأنه استجاب للضغوط الفرنسية.وقال واتارا إنه «فرض حصاراً حول محيط» المقر الرئاسي حيث «تحصن (غباغبو) مع أسلحة ثقيلة ومرتزقة»، موضحاً أن الهدف هو «ضمان أمن سكان هذا الحي» من أبيدجان. وأعرب عن أمله في إعادة الهدوء والأمن، قائلاً إنه طلب من قادة قواته «اتخاذ جميع التدابير لضمان حفظ النظام وأمن الممتلكات» وحرية التنقل في البلاد. وأضاف: «سيُخفَّف منع التجوال ابتداءً من الجمعة 8 نيسان (أمس) للسماح بعودة الوضع تدريجاً إلى طبيعته».
وتعهد وتارا بـ«إلقاء الضوء كاملاً على جميع المجازر والجرائم»، مؤكداً أن «مرتكبي الجرائم سيعاقبون»، طالباً من قواته أن تكون «نموذجية في سلوكها وتمتنع عن ارتكاب أي جرائم أو أي أعمال نهب». وأضاف أن «ساحل العاج واحدة غير قابلة للتقسيم»، واعداً بأن يكون رئيساً «لجميع العاجيين» أكانوا مسلمين مثله أم مسيحيين.
ودعا وتارا أيضاً إلى «إعادة تحريك الاقتصاد بسرعة في الدولة الأولى المصدّرة للكاكاو»، وقال: «طلبت رفع العقوبات التي يفرضها الاتحاد الأوروبي على مرفأي أبيدجان وسان بيدرو وبعض الهيئات العامة في عهد نظام غباغبو غير الشرعي».
دعوة وتارا إلى المصالحة جاءت عقب ضغوط فرنسية، بعدما أعلن وزير الخارجية آلان جوبيه قبل عدة أيام، أن الرئيس المنتخب سيلقي كلمة يدعو فيها شعبه إلى الوحدة.
في هذا الوقت، انضمت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، منددة بـ«الهجمات غير المقبولة على جنود الأمم المتحدة» في ساحل العاج، بحسب المتحدث باسم الخارجية مارك تونر، فيما أعلن المتحدث باسم وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون، مايكل مان، أنه «تلقينا طلباً من واتارا بسحب بعض الكيانات من لائحة العقوبات، ونأمل أن نتمكن قريباً من البدء بتليين العقوبات». إلى ذلك، أعلن مسؤولون في الأمم المتحدة أن «العاملين في المنظمة الدولية عثروا على نحو 100 جثة كان بعضها محترقاً حتى الموت، فيما ألقيت جثث أخرى في بئر». وطالبت الأمم المتحدة بفتح ممرات إنسانية للتمكن من الوصول إلى آلاف الأشخاص المحاصرين جراء أعمال العنف. ميدانياً، هدأ الوضع في محيط القصر الرئاسي وقرب مقر الإقامة الرئاسي صباح أمس. وذكر أحد سكان حي كوكودي (شمال)، حيث المقر الرئاسي: «نسمع فقط بين الحين والآخر بعض رشقات الأسلحة الفردية، لكننا لا نسمع شيئاً شبيهاً بمعارك».
(رويترز، أ ف ب، يو بي آي)