توسّعت مروحة العقوبات الأميركية على إيران لتشمل نحو مئة شركة، فيما عاد الملف النووي الإيراني إلى واجهة الأحداثأعلن دبلوماسيون أوروبيّون أن من المتوقع أن يوسّع الاتحاد الأوروبي، على نحو كبير، العقوبات المفروضة على إيران، الأسبوع المقبل، بإضافة نحو 100 شركة على قائمة الحظر الخاصة به، فيما كشف موقع «ويكيليكس» أن رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين، أمر سراً، عام 2006، بعرقلة البرنامج النووي الإيراني.
وبشأن العقوبات، قال دبلوماسي أوروبي «هناك قائمة تضم نحو 100 شركة ستضاف يوم الاثنين إلى عقوبات الاتحاد الأوروبي».
وأضاف دبلوماسي آخر أن العقوبات الجديدة ستشمل مصرف التجارة الأوروبي الإيراني ومقرّه هامبورغ، مشيراً إلى أنه «ستكون هناك الآن أدلة كافية على أن البنك موّل شركات متورطة في البرنامج النووي الإيراني».
في هذا الوقت، أفادت صحيفة «ديلي تلغراف» أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية تحقق في اختراق مسؤولين إيرانيين الهواتف النقّالة والحواسيب الشخصية لثلاثة من خبرائها بحثاً عن معلومات سرية. وقالت الصحيفة إن الخبراء يعتقدون أن أجهزتهم الإلكترونية تعرّضت للاختراق حين تركوها بلا رقابة، خلال جولات التفتيش على المواقع النووية في إيران، في وقت سابق من العام الحالي.
ونسبت إلى أحد الخبراء قوله إنه وزميليه الآخرين نبّهوا وكالة الطاقة إلى «وقوع أحداث غير عادية خلال جولتهم التفتيشية في إيران، وإلى إقدام غرباء على العبث بمعداتهم الإلكترونية»، مشيرة إلى أن الخبيرين الآخرين قالا إنهما لا يملكان المزيد من المعلومات عن تلك الأحداث.
في غضون ذلك، كشفت وثيقة من موقع «ويكيليكس»، نشرتها صحيفة «يديعوت أحرونوت»، أن المدير العام للجنة الإسرائيلية للطاقة النووية، جدعون فرانك، التقى في 7 شباط 2006 السفير الأميركي لدى تل أبيب ريتشارد جونز، لإبلاغه مضمون محادثات أجراها مع مسؤولين روس، وخصوصاً وزير الخارجية سيرغي لافروف، ونائب وزير الدفاع الروسي سيرغي إيفانوف، وأخيراً نظيره الروسي سيرغي كيرينكو. وأضافت الوثيقة أنه خلال المحادثات، أبلغ كيرينكو فرانك أن الروس سيؤخرون تسليم إيران الوقود الإضافي لمحطة بوشهر «لأسباب فنية»، بأوامر شخصية من الرئيس الروسي السابق بوتين نفسه. وتضيف الصحيفة، نقلاً عن وثائق «ويكيليكس»، أن الروس اتخذوا هذا القرار لأن الإيرانيين هدّدوهم بقدرتهم على إثارة اضطرابات في الشيشان.
إلى ذلك، أعربت الولايات المتحدة عن قلقها الشديد إزاء «استمرار إيران بانتهاك حقوق الإنسان». وأصدرت وزارة الخارجية الأميركية بياناً قالت فيه إن «القضايا القضائية والمحاكمات والأحكام ما زالت تجري من دون شفافية، ومن دون احترام الحقوق التي يرعاها الميثاق الدولي بشأن الحقوق المدنية والسياسية والدستور الإيراني بحدّ ذاته». في المقابل، أعلن رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإسلامي (البرلمان الإيراني)، علاء الدين بروجردي، أن المجلس سيصدر بياناً يندّد فيه بالمسؤولين الأميركيين لانتهاكهم حقوق الإنسان. وسخر بروجردي، خلال مؤتمر «الصحوة الإسلامية» في مدينة خرم آباد، من بيان الخارجية الأميركية عن وضع حقوق الإنسان في إيران قائلاً «أميركا التي أقامت معتقل غوانتنامو وقامت بأعمال تعذيب وحشية في العراق وأفغانستان تحولت إلى منادية بحقوق الإنسان». وأضاف «إن مجلس الشورى الإسلامي سيعرّف العالم بأسماء هؤلاء الأفراد من خلال إصدار قانون».
إلى ذلك، أعلنت والدتا الأميركيين شاين بوير وجوش فتال، المحتجزين في إيران منذ 21 شهراً بتهمة التجسس، أنهما بدأتا أمس إضراباً عن الطعام احتجاجاً على عدم تلقيهما أي معلومات عن مصير ولديهما. ونقلت شبكة «سي أن أن» عن والدة بوير، سيندي هيكي، «لم نتلق أي معلومات عن شاين وجوش منذ عدة أشهر، ونخشى أن يكونا قد بدآ إضراباً عن الطعام للاحتجاج على هذا التأجيل الأخير».
وكانت محاكمة بوير وفتال قد أُجّلت الأسبوع الماضي من دون تقديم أي تفسير.
(أ ف ب، يو بي آي، رويترز، مهر)