انتقد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، توسيع الولايات المتحدة منظومة الدرع الصاروخية وعدم مراعاة مصالح بلاده، مشدداً على أن إنجاح التعاون الروسي ـــــ الأميركي في مجال الدرع الصاروخية يستدعي ضمان الثقة بألّا تستهدف كافة الأعمال العسكرية أيّ دولة في المنطقة الأوروأطلسية. ونقلت وسائل الإعلام الروسية عن لافروف قوله، في كلمة له أمام طلاب وأساتذة معهد موسكو الحكومي للعلاقات الدولية، «نحن نولي اهتماماً خاصاً للوضع الناشئ على الساحة الأوروأطلسية»، مشيراً إلى أن «رؤساء الدول الأعضاء في مجلس «روسيا ـــــ الأطلسي» أجمعوا في كانون الأول الماضي في لشبونة على أن تعاوننا يجب أن يستند إلى قاعدة الأمن المتكافئ وغير المنقسم، وعلى الانفتاح والاحترام المتبادل، وحساب مصالح الغير، ويجب علينا الآن الاقتناع بالتطبيق المتواصل لهذه المبادئ». واتهم لافروف، على نحو غير مباشر، الولايات المتحدة بنكث تعهداتها، مشيراً إلى أن «الحياة بينت أن البيانات السياسية غير كافية، وعلى سبيل المثال، جرى في السابق تقديم بيانات عن عدم توسع الأطلسي نحو الشرق، ومصير هذه البيانات مجهول، ويجري الآن تزويد البنية التحتية لهذا التوسيع بمكونات أوروبية للدرع الصاروخية العالمية التابعة للولايات المتحدة».

ومضى يقول «اتفق الرئيسان (الروسي ديميتري) مدفيديف و(الأميركي باراك) أوباما في تموز 2009 على اتخاذ خطوات مشتركة في مجال الدرع الصاروخية بدءاً من التحليل المشترك للتحديات والأخطار، وقد طرحنا الاقتراحات الخاصة بأبعاد تلك الخطوات، وأعقبت ذلك مشاورات طويلة، سواء كان ذلك في الإطار الثنائي أو في إطار مجلس روسيا ـــــ الأطلسي، وللأسف لم تتمخض كل هذه الجهود عن عقد أية اتفاقيات». وأضاف «نشهد في الوقت الراهن عملية إنشاء الدرع الصاروخية الأوروبية وفقاً للأبعاد التي رسمتها واشنطن، التي قد تمثّل بحلول نهاية العقد خطراً على القوات النووية الاستراتيجية الروسية، علماً أن الأطلسي لا يريد تقديم ضمانات بعدم توجيه الدرع الصاروخية التابعة للأطلسي والولايات المتحدة ضد روسيا».
وقال لافروف «تعدّ مهمة ضمان الأمن المتكافئ وغير المنقسم، بالأفعال لا بالأقوال، ملحة في المنطقة الأوروأطلسية ومنطقة آسيا والمحيط الهادئ، التي تشهد أيضاً إنشاء بنية تحتية للدرع الصاروخية العالمية التابعة للولايات المتحدة». وأردف أن هذه المنطقة «تحتاج الى تنسيق البنية الشاملة للأمن والتعاون، وذلك بناءً على المبادئ القانونية غير المرتبطة بأحلاف عسكرية وسياسية».
وأشار لافروف إلى أن المبادرة المشتركة التي طرحها رئيسا روسيا والصين مدفيديف وهو جينتاو في أيلول 2010 تهدف إلى بلوغ هذا الهدف بالذات. واستطرد قائلاً «إننا نعول على أن آلية قمم شرق آسيا، التي ستشارك فيها كل من روسيا والولايات المتحدة ابتداءً من العام الجاري، ستساعد على إحراز تقدم على هذا الطريق».
وفي السياق، أعلن رئيس رومانيا، ترايان بيسيسكو، خلال لقاء مع ممثلي السلك الدبلوماسي للدولة، أن رومانيا والولايات المتحدة ستوقعان عما قريب اتفاقية نشر عناصر الدرع الصاروخية الأميركية في اراضي البلاد، على أن تحال بعد ذلك على البرلمان للتصديق عليها. وبمقتضى الاتفاقية ستُنشر الرادارات التابعة لمنظومة «إيجس» ومركز قيادة قوات الدفاع الجوي والبطاريات المتحركة المزودة بالصواريخ المضادة من طراز «ستاندارد – 3» ( اس أم – 3)، وسيقوم 300 عسكري أميركي بتشغيلها وصيانتها.
( يو بي آي)