ستكون الأيام المقبلة كفيلة بمعرفة نتائج الجولة السورية التي قام بها وفد المجلس الاتحادي الروسي (البرلمان) طيلة الأيام الأربعة الماضية، على أركان النظام السوري وبعض المعارضين وعدد من المدن «الساخنة» اختتم الوفد النيابي الروسي زيارته السورية بجولة على 3 مدن «ساخنة» أمنياً، هي درعا وحماه وحمص، إضافة إلى لقاءات مع مجموعة من المعارضين المقيمين داخل سوريا، أبرزهم الاقتصادي عارف دليلة، ممثلاً «هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديموقراطي»، وفايز الفواز وسليم خير بك وحمزة منذر وحسني عزمي، والوزير السابق مروان حبش، وقدري جميل ومي الرحبي والأب أنطون دورا. وفي ختام اللقاءات التي احتضنها الفندق الدمشقي الفخم، «فورسيزنز»، أعرب عضو الوفد الروسي زياد سبسبي عن استعداد بلاده «لاستضافة أي حوار يمكن أن يؤدي إلى نتيجة إيجابية وإنهاء الحالة المأساوية والصعبة التي تعيشها سوريا»، مؤكداً أن دمشق «شجعت الوفد الروسي على اللقاء بأي شخصيات معارضة تريد الحوار». وكشف الوزير الأسبق المعارِض، مروان حبش، أن الشخصيات السورية المعارضة طالبت موسكو بـ «الوقوف الى جانب الشعب السوري لأن مصالحها المستقبلية مع الشعب لا مع النظام». ونقلت الوكالة الألمانية للأنباء (دي بي إي) عن حبش قوله «لقد أبلغنا الوفد الروسي وجهة نظرنا التي تنحاز إلى حقوق السوريين المطالبين بالحريات والكرامة». وأضاف حبش، الذي اعتُقل قرابة ربع قرن، «لقد اتفقت وجهات نظر شخصيات المعارضة على ضرورة إنهاء النظام وتأسيس دولة ديموقراطية تعددية تداولية، ولا للتدخل الخارجي في الشأن الداخلي».
من ناحيته، فإنّّ قدري جميل، الذي يصفه الكثير من السوريين بأنه «معارِض ناعم»، أعلن أنه جرى الاتفاق على نقطتين استراتيجيتين: أولاهما عدم التدخل الخارجي في الشؤون الداخلية السورية، إضافةً إلى «إجماع وفد المعارضة على تحية الموقف الروسي»، مشيراً إلى اتفاق الطرفين على أنه «لا مخرج من الوضع الحالي سوى بالحوار»، وهو كلام مناقض لموقف مروان حبش، الذي دعا روسيا إلى مصادقة الشعب السوري لا النظام. بدوره، وصف المعارض عارف دليلة الاجتماع بـ «الجيد جداً»، لافتاً إلى أنه جرى التركيز على البحث عن مخرج يلبي المطالب الشعبية، وضرورة الانتقال من النظام الأحادي الحالي إلى نظام ديموقراطي تعددي «يأخذ الشعب فيه دوره ويخرج من حالة التهميش الطويلة التي عاناها». غير أنّ دليلة بدا متشائماً بما أنّه «للأسف، لا نزال حتى الآن بعيدين عن بداية الطريق». كذلك عقد الوفد عقب الاجتماع مع وفد المعارضة، مؤتمراً صحافياً قال خلاله نائب رئيس لجنة الشؤون القانونية في المجلس الاتحادي الروسي، ميخائيل كابورا، إنّ «جرائم قتل ضد أبرياء حدثت خلال التظاهرات لمجرد انتمائهم إلى طائفة معينة، أو بسبب وظيفتهم في مكان معين، أو لمجرد خدمتهم في صفوف الجيش».
(الأخبار)