فيما أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن تقرير الوكالة الدولية يؤكّد موقف المجتمع الدولي وإسرائيل من أن إيران تطور أسلحة نووية، أصدر تعليمات إلى وزرائه بضرورة عدم الإدلاء بأي مواقف لوسائل الإعلام بشأن تقرير الوكالة الدولية. أما عن خلفية هذا التوجه، فقد رأت مصادر سياسية أن إسرائيل تؤخّر ردّها كي لا تبدو كمن يقود المجتمع الدولي في مواجهة إيران، رغم تأكيد مصادر أمنية في تل أبيب أن الاستخبارات الإسرائيلية، بالتعاون مع الاستخبارات الغربية، كان لها دور مهم في صياغة مضمون تقرير الوكالة. في السياق، ذكرت القناة العاشرة في التلفزيون الإسرائيلي أن المؤسسة الأمنية أعربت عن خيبتها من ردود الفعل الدولية، في إشارة إلى روسيا والصين، على تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
في هذه الأجواء، تواصلت المواقف الإسرائيلية من احتمال توجيه ضربة عسكرية لإيران، حيث حذر رئيس لجنة الخارجية والأمن في الكنيست، شاؤول موفاز، من أن صواريخ إيران تصل إلى غالبية العواصم الأوروبية، مشيراً إلى «أننا نقترب الآن من حقيقة تؤكد قرب حصول توازن رعب في منطقة الشرق الأوسط». ورأى في تصريح إلى الإذاعة الإسرائيلية، تعقيباً على تقرير الوكالة الدولية، «أن الوقت قد حان الآن ليشدد الغرب الحصار على إيران» ويشدّد العقوبات الاقتصادية إلى درجة تشل الاقتصاد الإيراني، مكرراً موقفه أن العمل العسكري ضدها هو الخيار الأخير والأسوأ. ولفت إلى أنه «يجب معرفة ما يمكن إنجازه بعملية عسكرية، وبالفرضية التي تسمح بمنع مشاريع من هذا النوع عدة سنوات». ورأى أنه ينبغي تذكر دلالات اليوم التالي، إذ «عندما يتوصل العالم إلى نقطة القرار المصيري بشأن تشغيل قوة عسكرية، يجب مراعاة دلالات اليوم التالي إزاء الشرق الأوسط، وهي معقدة جداً».
بدورها، دعت رئيسة المعارضة الإسرائيلية تسيبي ليفني العالم بأسره إلى التصدي لإيران، وخصوصاً أن المشاكل الناتجة من مشروعها النووي لا تخص إسرائيل وحدها. وحددت دور تل أبيب «بحشد تأييد العالم الحر كي يفرض على إيران عقوبات دراماتيكية غير مسبوقة». ووجهت عبر وسائل إعلام أجنبية، منها روسية وصينية، الدعوة إلى بكين وموسكو لإتاحة الفرصة أمام مجلس الأمن الدولي لاتخاذ عقوبات أكثر صرامة على إيران.
وتساءل موقع يديعوت أحرونوت الإلكتروني عمّا إذا كان نتنياهو قد طلب من رئيسة الرقابة العسكرية، العميد سيما فاكنين غيل، تقييد ما ينشر في وسائل الإعلام الإسرائيلية عن مهاجمة إيران، بعد أسابيع على نشرها ذلك. ونقل الموقع عن مصادر مطّلعة أن نتنياهو تحادث مع غيل، بعد نشر تقرير الوكالة الدولية، بشأن التفاصيل التي نُشرت وكيف يمكن التصرف من الناحية الدعائية.
أما في ما يتعلق بما نشرته وسائل الإعلام خلال الأسابيع الماضية، فقد انتقدت مصادر سياسية التقارير التي تناولت مهاجمة إيران، فيما أكدت الرقابة العسكرية لموقع يديعوت أنه جرى التصديق على نشر «من يقف مع ومن يقف ضد» توجيه عملية عسكرية ضد إيران، مبررة ذلك بأنه «لم يجر نشر معلومات سرية تمسّ أمن الدولة، وهذه مواقف موجودة في الدول الديموقراطية».
إلى ذلك، ذكر موقع القناة الثانية في التلفزيون الإسرائيلي أنه نتيجة الخوف من الحرب مع إيران، ارتفعت طلبات الحصول على الكمامات الواقية من الجمهور الإسرائيلي بنسبة 300 %، مقارنة مع الأشهر الأخيرة. ولفتت القناة إلى أن مصادر في الجبهة الداخلية حاولت تهدئة الجمهور بعد مناورة حاكت سقوط صاروخ في منطقة مأهولة بالسكان في تل أبيب، ولفتت المصادر إلى أن هذا الإجراء يجري أسبوعياً في مدن مختلفة من إسرائيل، وليس له علاقة بالتوتر مع إيران.