واشنطن تسعى سراً لعقد مؤتمر يؤدي إلى معاقبة إيران... وتزوّد الإمارات بقنابل متطورة

يبدو أن التهديدات الغربية المتواصلة لإيران قد وصلت إلى مرحلة الإعداد لكافة الخيارات، بما فيها العسكري، مع وضع واشنطن خططاً لبيع الآلاف من القنابل المتطورة للإمارات بغية بناء تحالف إقليمي
تتواصل الاستعدادات الأوروبية لفرض مجموعة جديدة من العقوبات على طهران بسبب برنامجها النووي، في حين دخلت واشنطن على الخط لتطويق الرفض الروسي الصيني، عبر سعيها سراً لعقد مؤتمر قمة دولي يؤدي إلى فرض رزمة جديدة من العقوبات. لكنّ الردّ الإيراني جاء من موسكو، حيث جرى توقيع اتفاق أمني استراتيجي بين روسيا والجمهورية الإسلامية التي أعلنت أمس أيضاً تحقيق الاكتفاء الذاتي في مجال صناعة الصواريخ.
الولايات المتحدة من جهتها وضعت خططاً لبيع الآلاف من القنابل المتطورة، بينها قنابل خارقة للتحصينات وغيرها من الذخائر للإمارات العربية المتحدة، بغية بناء تحالف إقليمي في وجه إيران في منطقة الخليج، حسبما ذكرت صحيفة «وول ستريت جورنال». وأشارت الصحيفة إلى أن الخطة ستعزز كثيراً القدرات الحالية للقوات الجوية الإماراتية حيال استهداف بنى ثابتة قد تشمل خنادق وأنفاقاً، شبيهة بالأماكن التي يعتقد أن طهران تطور فيها أسلحتها.
وأوضحت أن هذا المسعى يمثّل إحدى الخطوات التي تقوم بها إدارة الرئيس باراك أوباما لمراقبة إيران، فيما تجاهد في مجلس الأمن الدولي للحصول على الدعم الكافي لزيادة العقوبات عليها، في ظلّ رفض روسيا والصين، على الرغم من تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية الذي صدر هذا الأسبوع، والذي أشار إلى أن إيران تسعى إلى التكنولوجيا النووية اللازمة لتطوير سلاح نووي.
ومن المتوقع أن تقدم الرزمة الأميركية المقترحة إلى الإمارات رسمياً أمام الكونغرس في الأيام المقبلة، وستسمح ببيع 4900 قطعة ذخيرة هجومية مباشرة وغيرها من أنظمة الأسلحة. وقالت الصحيفة إن إدارة أوباما تحاول بناء جبهة موحّدة في دول مجلس التعاون الخليجي لإقامة توازن مع إيران، وقد عقدت في الأشهر الأخيرة حواراً استراتيجياً منتظماً مع كتلة مجلس التعاون الخليجي، وتسعى وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) إلى تحسين تبادل المعلومات الاستخبارية والتنسيق العسكري بين الدول الستّ المكوّنة للمجلس.
وكانت صفقات سلاح حديثة بين الولايات المتحدة ودول الخليج قد شملت صفقة بقيمة 60 مليار دولار للسعودية، كذلك أبلغ البنتاغون أخيراً الكونغرس خطة بيع صواريخ من نوع «ستينغر» لعمان. وقد سعت واشنطن إلى بناء أنظمة دفاع صاروخي في المنطقة للدفاع ضد الصواريخ الباليستية الإيرانية ذات المدى القريب والمتوسط.
في غضون ذلك، قالت مصادر سياسية إسرائيلية إن الولايات المتحدة تسعى سراً، من خلال اتصالات تجريها مع دول غربية بينها دول الاتحاد الأوروبي، إلى عقد مؤتمر قمة دولي لفرض عقوبات شديدة على إيران وإرغامها على العودة إلى طاولة المفاوضات بشأن برنامجها النووي. ونقلت صحيفة «معاريف» عن المصادر السياسية الإسرائيلية قولها إن الولايات المتحدة بدأت بإجراء اتصالات مع دول مثل بريطانيا وفرنسا وألمانيا، وستحاول الحصول على موافقة دول أخرى مثل أوستراليا ونيوزيلندا وكندا واليابان، لتأييد عقوبات مشددة ضد إيران.
في المقابل، قال وزير الدفاع الإيراني إن بلاده حققت الاكتفاء الذاتي بنسبة كبیرة في كافة المجالات الدفاعیة الصاروخية، موضحاً أنها «في أعلی مستوی من المعاییر الدولیة».
وأدان مساعد وزیر الخارجیة الإیراني للشؤون العربیة والأفریقیة، أمیر عبد اللهیان، التهدیدات الأخیره لإسرائيل ضد طهران، مشدداً علی «أن الصهاینة لا یجرؤون على تنفیذ تهدیداتهم ضد إيران».
وفي موسكو، وقّع مجلسا الأمن القومي الإیراني والروسي علی اتفاق للتعاون الاستراتیجي بینهما، في إطار تعزیز التعاون بین البلدین، حسبما ذكرت وكالة الأنباء الإيرانية (إرنا). ووقّع علی الاتفاق أمس كلّ من مساعد أمین المجلس الأعلی للأمن القومي الإیراني علي باقري ونظيره الروسي یوغني لوكیانوف. وأوضح باقري أن وثیقة الاتفاق تنصّ علی التعاون بین مجلسي الأمن الإیراني والروسي في مختلف المجالات، بما فیها الأمني والاقتصادي والسیاسي.
وكان المدیر العام لشركة «روس اتوم» الحكومیة الروسیة، سیرغي كریینكو، أكد أول من أمس أن روسیا تدرس حالیاً مقترحات من طهران لبناء محطات نوویة جدیدة في الجمهوریة الإسلامیة.
وفي المواقف أيضاً، أعلنت وزارة الخارجية الصينية أن بكين وطهران «تربطهما علاقات تجارية طبيعية تتّسم بالشفافية» يجب ألّا تستهدف بأي عقوبات جديدة تفرض على إيران بسبب برنامجها النووي، مؤكدة أن العقوبات ليست هي الحل على أي حال.
وكرر المتحدث باسم الخارجية، هونج لي، موقف بلاده من الملف النووي الإيراني، قائلاً «أودّ أن أؤكد مجدداً أن الحوار والتعاون هما القناتان الأكثر فاعلية لحل المسألة النووية الإيرانية. الضغوط والعقوبات لا تساعد في حل المشكلة من جذورها».
(يو بي آي، رويترز، مهر، إرنا)