بعد لقاءاته مع المعارضة والمحتجين في ساحة التغيير في صنعاء، التقى مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن، جمال بن عمر، أمس، الرئيس اليمني علي عبد الله صالح، وسط تجديد الأخير تمسكه بالحوار سبيلاً لإنهاء الأزمة السياسية في البلاد. وقالت وكالة الأنباء اليمنية «سبأ» إن صالح أبدى استعداد حزبه لـ«الجلوس مع أحزاب اللقاء المشترك وشركائهم لاستكمال الحوار بشأن آلية تنفيذ المبادرة في أسرع وقت ممكن،
وصولاً إلى توقيعها بالتزامن مع التوقيع النهائي على مبادرة دول مجلس التعاون الخليجي، وتنفيذها بما يفضي إلى انتقال سلمي للسلطة وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة في موعد تتفق عليه جميع الأطراف».
وأضافت الوكالة إن صالح أكد تمسكه بـ«المبادرة الخليجية وتنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي كمنظومة متكاملة غير قابلة للتجزئة»، و«دعا قوى المعارضة إلى التجاوب مع دعوات الحوار، وإلى إخلاص النوايا في التعامل الإيجابي مع قرار مجلس الأمن الدولي، وتغليب مصلحة الوطن على المصالح الحزبية والشخصية، بما يجنب اليمن الصراعات والانقسامات والفوضى».
من جهته، أطلع مبعوث الأمم المتحدة، وفقاً لـ «سبأ»، صالح على نتائج لقاءاته التي أجراها مع الأطراف السياسيين، مشيراً إلى أنه «حان لليمنيين أن يتعاونوا لحسم الخلافات والتوصّل إلى اتفاق سياسي مبني على المبادرة الخليجية للخروج باليمن من هذا الوضع». وشدد على أنه «كلما عُقدت اللقاءات المباشرة بين أطراف العمل السياسي تحقق التقدم لمعالجة أي نقاط مختلف عليها»، وذلك بعد يوم واحد من تسريب دبلوماسي غربي لمعلومات تفيد بإصرار صالح على التشبث بالحكم حتى انتخاب رئيس جديد.
في هذه الأثناء، استمر لليوم الرابع على التوالي، الإضراب في مدينة تعز احتجاجاً على تصعيد النظام هجماته على المدينة. كذلك شهدت تعز أمس مسيرة حاشدة للمطالبة بمحاكمة صالح أمام المحكمة الجنائية الدولية.
وفي السياق، أعرب وزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط ألستير بيرت عن قلق بلاده إزاء تصويت اليمن ضد قرار تعليق عضوية سوريا في الجامعة العربية، مشيراً إلى أن هذا التصويت «يزيد من الشكوك بشأن موقف الحكومة اليمنية تجاه استخدام القوة المفرطة ضد المتظاهرين السلميين، والتزامها بحماية أفراد شعبها».
وبعدما رأى بيرت «أن الأوضاع الإنسانية في اليمن تثير قلقاً متزايداً»، دعا الحكومة اليمنية إلى «ضمان تقديم المسؤولين عن قتل المدنيين، بمن فيهم مسؤولون من القوات الحكومية، للعدالة، والتركيز على حماية أمن المواطنين واحترام حقهم في التظاهر السلمي».
من جهة ثانية، أكد بيان صادر عن مكتب زعيم جماعة أنصار الله، عبد الملك الحوثي أنه «لا صحة لما يتردد في بعض وسائل الإعلام، وعلى ألسنة بعض الكتّاب، من التوسع العسكري في (محافظة حجة)»، مشيراً إلى أن هذه التسريبات تأتي «في إطار التهويل الإعلامي المغرض والتقديم المزيف للواقع، ودفع الحقيقة بحملة إعلامية مغرضة تخدم أهداف سياسية لاستهداف المجتمع الذي ثار ضد النظام الظالم في المحافظات الشمالية وبقية محافظات الجمهورية».
إلى ذلك، نقلت صحيفة «أخبار اليوم» اليمينة عن مصادر مطلعة قولها إن الجيش شن هجوماً على مواقع يتمركز فيها عناصر من تنظيم «أنصار الشريعة»، أدى إلى مقتل عدد من المسلحين، بينهم القيادي عبد الغفور هشام، المغربي الجنسية. وأضافت الصحيفة إنه عُثر على جثة طبيب باكستاني وآخر يمني ذبحهما داخل مدينة زنجبار أشخاص مجهولون.
(الأخبار، يو بي آي)