خاص بالموقع | في ظل هبوط مؤشرات اقتصادية في الأسواق المالية جرّاء أزمة الديون الأوروبية، عقد رئيس الوزراء الايطالي المكلف، ماريو مونتي، اجتماعات حساسة، أمس، مع رؤساء الأحزاب الأساسية في البلاد، من أجل تأليف حكومة تحظى بدعم البرلمان وتنقذ ثالث أكبر اقتصاد في منطقة اليورو من أزمة الديون، فيما أعربت واشنطن عن قلقها من أزمة الديون وانعكاسها على الاقتصاد الأميركي.وقال أكبر المستشارين الاقتصاديين للرئيس الأميركي آلان كروغر لصحيفة «وول ستريت جورنال» إن أزمة الديون الأوروبية لا تزال تمثّل أكبر تهديد لانتعاش الاقتصاد الأميركي. وأضاف «من الواضح أن أوروبا مبعث قلق كبير. من المهم أن يتخذوا إجراءات بسرعة» لتنفيذ خطة إنقاذ من أزمة الديون السيادية.
بدوره، أكّد محافظ مصرف الإمارات المركزي، سلطان ناصر السويدي، أن الإمارات العربية المتحدة قلقة بشأن تأثير تفاقم أزمة الديون السيادية الأوروبية، لكن البنك المركزي لا يرى حاجة إلى إجراءات جديدة بخصوص السيولة للبنوك المحلية.
ولهذا القلق ما يبرره بعد انخفاض مؤشرات الأسواق المالية العالمية، إذ انخفض اليورو أمس ليقترب من مستوياته المتدنية مقابل الدولار في الآونة الأخيرة، وليسجل أقل مستوى في شهر مقابل الين.
ونزل اليورو 0.4 في المئة إلى 1.3572 دولار، مقترباً من مستواه المتدني في الأسبوع الماضي عند 1.3484 دولار، ومبتعداً أكثر من مستواه المرتفع في أواخر تشرين الأول عند 1.4248 دولار. وتحدث متعاملون عن طلب سيادي آسيوي يسهم في كبح الاتجاه النزولي لليورو.
ويساور المستثمرين القلق بشأن مدى قدرة الساسة في إيطاليا واليونان على تطبيق الاصلاحات. وأسهمت هذه المخاوف في أن يبقى اليورو عند الحد الأدنى لنطاقه السعري خلال الشهر، ودفع الأسهم الآسيوية للهبوط. لكن المستشار في «بورفين أند جيرتز»، فيكتور شم، قال «ربما يتوقع أن نشهد انخفاضاً آخر في الأيام المقبلة نتيجة مخاوف بشأن توقعات النمو في أوروبا، ولكننا ندخل موسم الطلب القوي، ما يضع مستوى مرتفعاً نسبياً للأسعار ويحدّ من هبوطها».
كذلك سجلت الأسهم الأوروبية تراجعاً في التعاملات المبكرة بعد انخفاضها في الجلسة السابقة. وعند الصباح، انخفض مؤشر «يوروفرست» لأسهم كبرى الشركات الأوروبية 0.6 في المئة إلى 969.83، بعدما هبط 0.9 في المئة أول من أمس. وقال مسؤول إدارة الأموال في ميشيرت بباريس فريدريك روزير «ما يقود السوق حقيقة هو عائدات السندات». وأضاف «يجري حالياً اختبار قدرة إسبانيا على معالجة مسألة الديون، رغم أن فروق الأسعار القياسية بين عائدات السندات الألمانية القياسية وعائدات السندات الفرنسية والاسبانية والإيطالية ترجع كذلك إلى تراجع عائدات السندات الألمانية».
وفي أنحاء أوروبا، فتح مؤشر «فايننشال تايمز» في بورصة لندن منخفضاً 0.7 في المئة، في حين فقد مؤشر «داكس» لأسهم الشركات الألمانية الكبرى في بورصة فرانكفورت 1.1 في المئة. كذلك هبط مؤشر «كاك» في بورصة باريس 0.9 في المئة.
وفي طوكيو، تراجع مؤشر نيكي للأسهم اليابانية 0.7 في المئة ليحوم فوق 8500 نقطة، واستبعد متعاملون أن يرتفع في ظل صعود عوائد السندات في دول بمنطقة اليورو، وهو ما يؤجج المخاوف بشأن قدرة أوروبا على احتواء أزمة ديونها. كذلك فقد مؤشر «توبكس» الأوسع نطاقاً 0.7 في المئة، مسجّلاً 730.91 نقطة.
وفي آخر تطورات تأليف الحكومة الايطالية، تابع مونتي مشاوراته أمس مع أكبر كتلتين (شعب الحرية والحزب الديموقراطي) اليساري، إضافة الى ممثلي النقابات والشبان والمرأة، بعدما أمضى طيلة يوم الأحد في التشاور مع الأحزاب الأصغر. وأعلن كل من الحزب الديموقراطي وحزب «شعب الحرية» الذي يتزعمه رئيس الحكومة المستقيل سيلفيو برلوسكوني، أنّهما يؤيّدان بالكامل مونتي. لكن يُخشى أن يسحب المستثمرون دعمهم لمونتي في المستقبل إذا لم يستسيغوا تدابير التقشف.
(أ ب، رويترز، أ ف ب)