كشفت صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية، أمس، أن اتفاقاً عملت عليه الادارة الأميركية مع حركة «طالبان» في أفغانستان لأكثر من عام من أجل إنهاء الحرب في البلد المحتل، انهار بسبب الرئيس الأفغاني حميد قرضاي. ونقلت الصحيفة عن مصادر أميركية وأوروبية رفيعة المستوى قولها إنه «بعدما اقتربت الأطراف المعنية، ولأكثر من مرّة، من إجراء مفاوضات سلام حقيقية بعد نحو عام على بدء المحادثات، انهار الاتفاق مع حركة طالبان بعدما رفض الرئيس الأفغاني شروطه».
وأوضح المسؤولون الغربيون أن «الاتفاق كان يقضي بنقل 5 أفغان معتقلين في معتقل غوانتنامو إلى قطر للبقاء هناك قيد الإقامة الجبرية، شرط أن تنبذ حركة طالبان الإرهاب الدولي وتنفصل عن تنظيم القاعدة». وأشار مسؤول رفيع المستوى في إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى أنه «حالياً، توقفت الأمور (المفاوضات)، والجميع يأخذون نفساً عميقاً». وأعرب المسؤولون عن اعتقادهم بأن مسلّحي «طالبان» يتبنّون الموقف الأميركي نفسه الذي يرى أن النزاع لن يصل إلى نهاية حاسمة لأي من الأطراف. وقال أحد مسؤولي الإدارة الأميركية «نحن نرى أن المصالحة هي الركن الأهم في جهودنا، وهذا يترافق مع كل ما نقوم به وخصوصاً على الصعيد العسكري». وأضاف «نعتقد أننا نتحدث مع الأشخاص المناسبين ممن يتمتعون بالقدرة على القيام بإجراءات بناء الثقة». ولفت المسؤول نفسه إلى أن الشروط الأميركية في «المفاوضات» مع «طالبان» تنص على أن تدلي الحركة المذكورة «بتصريح ضدّ الإرهاب الدولي يصل إلى حد الانفصال العلني عن تنظيم القاعدة ودعم الديموقراطية الدستورية في أفغانستان». وتابع «يريدون (طالبان) 5 سجناء من غوانتنامو من أصل 20 أفغانياً هناك، وقد وافقنا بهدف التفاوض مع الأفغان فقط، وليس من أجل البروباغندا ولا التجنيد أو قيام حكومة بديلة بل من أجل مستقبل أفغانستان».
وبحسب «واشنطن بوست»، فإنّ قرضاي رفض التوقيع على الاتفاق في الدقائق الأخيرة. ونقلت عن مسؤولين أميركيين أنه «رغم الاطلاع الدائم لقرضاي على مجريات العمل على الاتفاق مع طالبان، لم يبنِ دعماً سياسياً في الداخل بين اللاعبين الأفغان الذين يتمتعون بالنفوذ». وتأتي هذه التسريبات غداة الإعلان عن اكتمال عملية سحب 10 آلاف جندي أميركي من أفغانستان، قبل أسبوع من نهاية العام الجاري. ويعدّ هذا الانسحاب أول خطوة باتجاه إنهاء الحرب وتسليم الأمن إلى القوات الأفغانية بحلول عام 2014، ليبقى هناك حالياً 91 ألف جندي أميركي.
(أ ب، يو بي آي)