رفض رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين، أمس، مطالب المعارضة السياسية بمراجعة نتائج الانتخابات، مشدداً على أنه ليس بحاجة إلى «الغش» للفوز في الاقتراع الرئاسي في آذار المقبل. وفي أول تصريح له منذ اندلاع التظاهرات الحاشدة للمعارضة في موسكو السبت الماضي، نقلت وسائل إعلام روسية عن بوتين قوله، في اجتماع لجنة التنسيق الفدرالية للجبهة الشعبية الروسية، إن أي حديث عن إعادة النظر في نتائج الانتخابات مستحيل باستثناء في حال الطعن به من المحكمة. وتابع بوتين إنه «إذا كانت هناك خروقات حقاً، فإن المحكمة ملزمة بالنظر فيها، واتخاذ قرار موضوعي بشأن هذه القضية والرد بالصورة المطلوبة». ولفت إلى أن «انتخابات مجلس الدوما (البرلمان) انتهت وبدأت كافة الكتل البرلمانية عملها وتم انتخاب رئيس المجلس، ومجلس الدوما يعمل». وأكد بوتين أنه لا يحتاج إلى تزوير في انتخابات الرئاسة المرتقبة، لأنه يعتمد على ثقة الشعب، مطمئناً إلى أنه يود «أن تكون الانتخابات شفّافة إلى أقصى درجة، أود أن يفهم الجميع هذا، فأنا أريد الاعتماد على إرادة الشعب وعلى ثقته». وقلل بوتين من قيمة الاحتجاجات الكبيرة التي شهدتها موسكو الاسبوع الماضي، ووصف المعارضة بأنها «حركة بدون زعامة وليست لها أهداف واضحة»، حاصراً أهدافها بـ«نزع الشرعية عن العملية الانتخابية»، استعداداً للانتخابات الرئاسية التي يترشح بوتين فيها للعودة إلى الكرملين في آذار 2012. وفي السياق، رأى بوتين أن المشكلة مع المعارضة هي أنها «لا تملك برنامجاً موحداً بل الكثير من البرامج الفردية وليست هناك طريقة واضحة للوصول إلى أهدافهم التي لا تتسم بالوضوح كذلك، كذلك لا يوجد أشخاص بإمكانهم إنجاز أي شيء ملموس». وتأتي هذه التصريحات الحازمة على وقع إعراب أحد المقربين من بوتين، وزير المال السابق، أليكسي كودرين، لصحيفة «فيدوموستي»، عن رئيس الوزراء استعداده «للحوار» مع المعارضة. وأوضح كوردين للصحيفة أن بوتين غير خائف من اقتراع الرابع من آذار، مطمئناً إلى أنه «مستعد لاتخاذ كافة التدابير اللازمة لتنظيم انتخابات رئاسية نزيهة». أكثر من ذلك، فإنّ كودرين حذّر من أن روسيا قد تواجه «ثورة» إذا لم يكن هناك «حوار» بين النظام ومعارضيه. كلام لم يرق للمعارضة الروسية، التي أصر أحد أركانها، المدوِّن اليكسي نفالني، على أن «تعبئة أكبر في الشارع هي السبيل الوحيد للحصول على تنازلات من قبل نظام بوتين». وتأكيداً على عدم رغبة النظام الروسي بالحوار مع المعارضة، عيّن الرئيس ديمتري مدفيديف، النائب الأول لرئيس إدارة الرئاسة الروسية فلاديسلاف سوركوف، في منصب نائب رئيس الحكومة، وهو الذي تتهمه المعارضة بالوقوف وراء الرقابة على الإعلام وقمع المجموعات المعارضة. وذكرت وكالة الأنباء الروسية (نوفوستي) أنّ سوركوف الذي كان مسؤولاً عن السياسات المحلية في الكريملن، سيكون مسؤولاً عن شؤون التطوير في الحكومة. تعيين تلاه آخر كشفت عنه المتحدثة باسم الرئاسة ناتاليا تيماكوفا التي أوضحت أن منصب النائب الأول لرئيس إدارة الرئاسة الروسية سيشغله فياتشيسلاف فولودين، وهو حالياً نائب رئيس الوزراء، رئيس جهاز الحكومة الروسية.
(أ ف ب، يو بي آي)