أعلن الرئيس جو بايدن ورئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، اليوم، اتفاقهما على إنهاء المهمة القتالية للجيش الأميركي في العراق بحلول نهاية هذا العام، وعلى استمرار التعاون في مجال مكافحة الإرهاب.
ويأتي هذا الإعلان بالتزامن مع تنفيذ قرار بايدن الانسحاب الكامل من أفغانستان، بعد ما يقرب من 20 عاماً على شن الرئيس الأميركي السابق جورج بوش تلك الحرب، وبعدها، بأقل من عامين، بدأ بوش الحرب على العراق.

كذلك، سيتمثل الهدف المقبل في مساعدة العراق على هزيمة تنظيم «داعش»، من خلال دور استشاري وتدريبي بحت، مع عدم وجود قوات أميركية في دور قتالي.

كما أوضح مسؤول كبير في الإدارة الأميركية لوكالة «AP» أن قوات الامن العراقية «اختبرت المعركة وأثبتت أنها قادرة» على حماية بلادها. ومع ذلك، تدرك إدارة بايدن «أن تنظيم الدولة الإسلامية لا يزال يشكل تهديداً كبيراً».

وأضاف: «في الواقع ، فإن تنظيم داعش، ورغم كل العمليات التي جرت ضده وحدَّت من امكانياته ومن مناطق نفوذه، إلا أنه أظهر استمرارية في قدرته على تنفيذ هجمات إرهابية كبيرة».

وكان قد أعلن الأسبوع الماضي مسؤوليته عن تفجير قنبلة إلى جانب طريق أسفر عن مقتل 30 شخصاً على الأقل وإصابة العشرات في سوق مزدحم بضواحي بغداد.

وكانت الولايات المتحدة والعراق قد اتفقا في نيسان الماضي على أن انتقال الولايات المتحدة إلى مهمة التدريب وتقديم المشورة يعني أن الدور القتالي للولايات المتحدة سينتهي، لكنهما لم يتوصلا إلى جدول زمني لاستكمال هذا الانتقال، مع العلم بأن هذا الإعلان جاء قبل أقل من ثلاثة أشهر من الانتخابات البرلمانية المقرر إجراؤها في 10 تشرين الأول.

وبالنسبة إلى الكاظمي، فإن القدرة على تقديم موعد لنهاية الوجود القتالي الأميركي، للجمهور العراقي، يمكن أن ترفع من حظوظه قبل الانتخابات.

كما يقول مسؤولون في إدارة بايدن إن الكاظمي «يستحق أيضاً الثناء لتحسين مكانة العراق في الشرق الأوسط». وقد كانت الشهور السابقة حافلة بالنسبة إلى الكاظمي، آخرها الشهر الماضي، بعدما زار العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بغداد لعقد اجتماعات مشتركة - وهي المرة الأولى التي يقوم فيها رئيس مصري بزيارة رسمية منذ التسعينيات، عندما قُطعت العلاقات بعد غزو صدام حسين للكويت.

وفي آذار الماضي، قام البابا فرنسيس بزيارة تاريخية للعراق، حيث صلى بين الكنائس المدمرة في الموصل، معقل تنظيم «داعش» السابق، وعقد لقاءً مع المرجع الديني الشيعي آية الله علي السيستاني في مدينة النجف.

وقد بلغ عدد القوات الأميركية حوالى 2500 جندي منذ أواخر العام الماضي عندما أمر الرئيس السابق دونالد ترامب بخفض عدد القوات.