يواصل عبد المجيد الشرفي الحفر في تاريخ الفكر الإسلامي عبر مساءلة مجموعة من الإشكاليات المطروحة في الفضاء العربي الإسلامي، استناداً إلى القرآن والسنة النبوية. في كتابه الجديد «البداهات الزائفة في الفكر الإسلامي» (دار الانتشار العربي/ بيروت ـــ دار محمد علي الحامي العربية/ تونس)، يتناول الأكاديمي والباحث التونسي المتخصص في الفكر والحضارة الإسلاميين، مجموعة من القضايا الإشكالية مثل «عقوبة الإعدام» و«الإسلام دين الدولة» و«في العلم والعلماء» و«القرآن والمصحف» و«أحكام القرآن» و«في البسملة» و«كل ما نزل بمسلم ففيه حكم لازم» مع ملحق حول الشراب في الحجاز في فترة الإسلام المبكر.
مقبول فدا حسين ــــ «إسلام» (طباعة سيريغرافيك على ورق أرشيفي ـــ 2003)

خلافاً لكتب الشرفي الأخرى، ليس هذا العمل أكاديمياً، بل «أردناه موجّهاً إلى غير المختصين ومساهمة في النقاش العمومي الذي يدور على الساحة الوطنية أوّلاً؛ وعلى الساحة العربية والإسلامية ثانياً؛ حول مواضيع يكثر الخوض فيها بدون علم» وفق ما جاء في مقدمة الكتاب. يرى الشرفي أنّ المسلم تعامل مع الكثير من المفاهيم والرؤى على أنها «بداهات بسبب التنشئة الاجتماعية» و«نظراً إلى أن المنظومة السائدة تكوّنت في ظروف تاريخية بعيدة الصلة عن المقتضيات المعرفية والاجتماعية والسياسية التي تبلورت بالتدريج في العصر الحديث». كتاب أشبه بـ «دليل» لعامّة الناس في مناقشة «ما يبدو بديهياً في مسائل الدين»، والقطع مع مفاهيم تكلّست واعتُبرت بديهيات في حين أنها ليست من جوهر الدين الإسلامي. ككل كتبه السابقة، يلقي الشرفي هنا حجراً في مياه الفكر الإسلامي الراكدة من أجل إحياء ثقافة الجدل والعقلانية وسط مناخ يسيطر عليه الإجماع واليقين.