1- نهر العسلكلّما حطمتُ لعبةً
وبكيت
واسيتُ نفسي:
«في الجنة سيجمعني الله
باللعبة ذاتها».
أرجوكِ
أيتها الحياة
لا تطلبي من الله
أن أكون دبّاً قطنياً
يُهرِقُ كفّيه
ليَسقيكِ
من نهرِ العسل!

اندريه بيكر ــ «قايين وهابيل» (زيت على كانفاس ـــ 2007)


2- بالأمس زارنا المهدي
ليلة الأمس
ونحن نيامٌ
زارنا المهدي
فرَّتِ الملاعقُ من الجوارير
تدافعَتِ الصحون
كادت شوقاً تنكسِر!
سبقتها ركوةُ القهوة
استقبلتهُ عند الباب
مع عُشَّاقها الفناجين،
أجلسَته نبتةُ «المِنشار»
في غرفةِ الصالة.
تقاطَرَ ماء المغسَلةِ احتفالاً
عاد الرمادُ حطباً في المدفأة
تلا التلفازُ سورة النصر
المملحةُ قرأت دعاء الفَرَج
ولمّا أمَّ الصلاة بالسِّكرية
اندلق حُبّاً
إبريقُ الزيت!

3- سورة الرحمن
سورةُ الرحمن
عيدانُ حبقٍ
تسكن
حقيبة أمي الصغيرة
أشمُّها كمفتاحٍ
يُبرزِخُ روحي
من قيودِ الضَّباب

4- آخر السطر
أدري
روحي سِلكٌ شائك
حقلٌ من الألغامِ والحنظل!
حينما تحجُرُني
بنقطةٍ آخر السطر
اقطفني بدمعتك
كما لو كنت رُمَّانة مباركة
قرب ثمرةِ الزهراء
خذني
كما لو أن النبيّ
يحمِلُ الحجرَ بنفسه
هديّةً
لحفيدهِ المقتول!
أعرف أنّي
ذيلُ عقربٍ
وشوكةٌ من الحسك
خذني
كما لو أنّي
نورسُ رحيقٍ
من اللوتسِ الهوائيّ!
رُحماك
ضع لي نجمة
آخر السطر!

5- نسَب
أمي عصير عشبة القمح
و أبي جذور شعيرٍ نابتة
في تلةٍ احترقت
قبل عامين
و أنا ملحٌ أسود
تجمَعُني هنديةٌ عجوز
في جبلٍ بعيدٍ
خلف المدينة الزرقاء!
دمي
أرقطيونٌ سائلٌ
قطَّرته عصفورة التين
في جامِ نبيٍ مذبوحٍ
بِخنجرٍ ملكوتيّ!
جلدي
دمعةُ الصُّبار
قفيرُ العكبرِ المعسول
مصحفٌ غارقٌ
في سيول الحرب
كلّما حاول الوحي انتشالي
ثارت جائحة الغبار
من يبصرُ دمعةً في الوحل؟

6- أمنية
لو أنّ قابيل
مسحَ وجه هابيل
بقالبِ حلوى
صنعتهُ حواء
من تفاحِ شجرةٍ
سجَدَ إبليسُ
تحتها لآدم،
لكان عصير الفراولة
يملأ هذه الأزقّة
بدلاً من دمِ الفراشات!

* لبنان