1. الزهرة السحريةعمر الزهرة قصير لكن الزهرة المغروسة في أص الذاكرة لا تذبل إلا بموت غارسها عدا إن كان شاعراً من طراز رفيع حيث تنتقل إلى مأواها الدائم، أص الرموز.
هذا ما قالته العاشقة النائمة، في الحلم، لعشيقها ثم أردفت قبل أن يوقظها زوجها: «بُسْنِي مثنى وثلاث ورباع ».

علي سعيد ـ «عشبة الخلود» (زيت على قماش، 2021).


2. سيرورة الزمن
استخبرتُ والدتي عن ميلادي، عيَّنتِ المنزلَ، كان صغيراً جداً كقفص يليق بعصفورين، اختلط عليها الأمر، قالت: وُلدتَ هنا في هذه المدينة، مرضتَ وأنت رضيع، ارتحلنا إلى المدينة الأخرى، في القطار تعافيتَ. وفي مرة أخرى، قالت: ولدت في المدينة الأخرى، مرضتَ، قال أبوك: سافري ليُدفن في المدينة هناك.
سأكون أكثر حزماً وأنا أعبر الطريق لألتقي بوالدي الذي توفي منذ عقد. حتى ولو كنت أغط في نوم عميق فإني أسير، يؤكد الحلم ذلك فالزمن يتدفق داخلي كالجدول، أعبر مسافات وأتجول في أمكنة لم أشاهدها من قبل، لا مجال لتعقيل الزمن وتثبيت الأمكنة في أمكنتها، الكل يتداخل، ينأى ويدنو، يتقدم ويرتد ثم يرق ويشف ويتلاشى. أخطو بعنت في أرض متحجرة ثم متربة، أشعر بعياء وأنا أصعد الجبل، ترعبني المهاوي الكثيرة، أشرطة المرور الضيقة، أقف في القنة لأنحدر إلى الجهة الخلفية للجبل حيث قال والدي إنه هناك، في مدفنه ينتظرني ليخبرني عما لقي في مُقامه. لم أعد أرى شيئاً، قد عميت، سأبقى هنا إلى الأبد.

* مراكش/ المغرب