مرتضى الكزار

يمزج الكاتب والسينمائي العراقي مرتضى الكزار بين الواقع وأساطير بلاد الرافدين في روايته الجديدة «هذا النهر يعرف اسمي» (دار الساقي). تحكي الرواية قصة الشابة شارلوت التي تفقد في يوم مشحون ومصيري ساقها الاصطناعية ووالدها المُبشِّر في مدينة البصرة العراقية. تنطلق شارلوت في رحلة استكشافية مثيرة، تحمل بين ثناياها البحث الحثيث عن والدها. تستعين في ذلك بمجموعة من الخطاطين الحافظين لتاريخ المدينة، فتأخذها أقلامهم وتوجيهاتهم إلى أعماق متاهات هذا المجتمع المتنوع والمعقد بشكل لا يصدق. تتلون الصفحات بروح التشويق والإثارة، حيث تُصادف شارلوت آثار البعثات التبشيرية التي تركت بصماتها المتراكمة على مر العصور، وتتعرف إلى القرى العائمة التي تعج بالأساطير والخرافات، في أعماق الأهوار الغامضة. ينسج الكاتب ببراعة فائقة أحداث الرواية، فتتقاطع خيوطها بين الواقع والخيال، وتتحول إلى تاريخ مليء بالحكايات الشيِّقة والمغامرات المثيرة التي تأخذ القارئ في رحلة مذهلة عبر بقعة غامضة وغير معروفة من وجه الأرض.

محمود عيسى موسى


يُقدِّم الكاتب الفلسطيني الأردني محمود عيسى موسى في كتابه الجديد «أسطورة ليلو وحتّن... حكاية عِشق كنعانيّ» (دار عائدون للنشر والتوزيع) شخصيتين أسطوريتين من التراث الكنعاني. يحكي قصة ليلو وحتّن ويصفهما كعاشقين من فلسطين أو أي جزء من العالم يعشق الجمال والحرية. يُجسّد هذان العاشقان روح الصّبابة والحرث والخصوبة، ويعيشان الحب بأبعاد متعددة. يُعيد الكاتب رواية هذه الأسطورة المتجددة عبر الزمان والمكان بأسلوبه الخاص، مركزاً على ثيمة الحب الذي يشمل الجسد والروح، ويقاوم الظلام والقهر والموت، مُعتمداً على الموروث الريفي والفلاحي والطبيعة الثرية لفلسطين وبلاد الشام. يخلق موسى عوالم وملامح أسطورية في هذه القصة ويعطيها صفات ملحمية، ويُعبّر أيضاً عن شغفه بالحياة والحبّ والخير والجمال بلغة قريبة من العاميّة والحكايات الشعبية، ولكنها تحمل جذوراً كنعانية وفينيقية وآرامية. يتميز النص بالخصوصية من خلال هويته الفلسطينية الإنسانية وهويته الإبداعية، وقد لجأ الكاتب إلى استخدام تقنيات وأدوات وعناصر مسرحية، بالإضافة إلى الشعرية التي أضفت على النص تأثيرات موسيقية وجمالية وعزّزت من قوة التعبير.

محمد ساري


تُقدِّم رواية «جسدي المستباح: حبّ في عصف الرعب» (منشورات المتوسط) للكاتب والمترجم الجزائري محمد ساري عالماً يتجاوز حدود الواقع، حيث نلتقي بمليكة، الشّابة الجزائرية الحالمة والحساسة التي تجد نفسها مُحاصرة في جحيم متعدد الأبعاد. تتعايش مليكة مع القمع الأسري والاعتداء الجنسي والظلم الذي تتعرض له من قبل زوج والدتها، ما يدفعها إلى حافة الانهيار النفسي، فتُقرر العائلة أن تأخذ مليكة في رحلة استشفاء تجريبية في عالم الجن والمشعوذين. لكن الرواية تبلغ ذروتها عندما يُقرر يعقوب حبيب مليكة الانضمام إلى رفاقه المقاتلين في الجبل بعد اغتيال الرئيس الجزائري بوضياف عام 1994. تقرر الفتاة الفرار مع يعقوب، لكنها تجد نفسها محاصرة بين وحوش الجماعات الدينية المسلحة التي يعتدي أفرادها عليها بدون رحمة. الرواية تُجسّد مأساة الجزائر خلال فترة العشرية السوداء في التسعينيات. وقد كتب محمد ساري هذه الرواية بأسلوب يجبر القراء على الاندماج مع أحداثها والتفاعل مع الصورة المؤلمة للجزائر في تلك المرحلة.

نبيل مملوك


«حين يجمعنا سرير واحد/ سأخطف يدها بهدوء/ وأحصي اللمسات التي تعاقبت/ على كفّها/ سأعانقها بعد انطفاء الرغبة/ كي تتعرف الملائكة على بعضها/ وتختلط الآثام/ ونقف ساعة غفوتنا/ على برج كبير». طوّر الشاعر والصحافي اللبناني نبيل مملوك من أسلوبه ورؤيته الفنية في مجموعته الشعرية الجديدة «أرامل الزمن» الصادرة حديثاً عن «دار لازورد» في بغداد، وهي المجموعة الشعريّة الثانية بعد مجموعته الأولى «مشانق من لحية العتمة» (دار زمكان» في بيروت). يتضمن الديوان مجموعة من القصائد الوجدانية الرقيقة تستعرض الواقع الراهن وترسم مأساة البشر في هذا العالم. تتنقل القصائد بين الأفكار الشخصية والأحاسيس العاطفية والمشاعر الجماعية، وتعكس براعة الشاعر في ربط الخاص بالعام. يتأمّل مملوك في تجارب الحياة المختلفة ويُعبِّر بواسطة الشعر عن المشكلات الاجتماعية والسياسية بطريقة مؤثرة تنجح في نقل المشاعر والأفكار بشكل ملموس.

سوسن الرمّاح


تنتصر الكاتبة اللبنانية سوسن الرمّاح في باكورتها الروائية «ذاكرة الأنا» (دار الفارابي) على الألم بالقلم وعلى الحرب بالحبّ وعلى الطائفيّة بحروفٍ تضيء سواد عتَمةَ اللّيل المتربّص بمستقبل لبنان. تنتفض الكاتبة للمرأة من خلال بطلة الرّواية هدى ومعاناتها، ومن خلال شخصيات لينا وحنان وميساء. يتمثل الموضوع الأساسي للرواية في الحبّ الحقيقي والصادق. تعتبر الكاتبة أنّ الثورة الحقيقية على الطائفية والذكورية هي الطريق الصحيح لتحقيق الانتماء الوطني والقيم الإنسانية السّامية. كذلك تتناول الرمّاح العديد من القضايا في روايتها ضمن إطار سردي مشوّق وبدون أي وعظ أو تكلّف. ومن بين هذه القضايا، نجد مسائل الزواج المدني والخيانة الزوجية وتعنيف المرأة واستغلالها، بالإضافة إلى الظلم الذي يتعرض له الوطن وأبناؤه الذين يسعون إلى الهجرة. كلّ هذه الثيمات تعرضها الذاكرة بوساطة زمن سرديّ صاعد تقطعه رجعات طفيفة بغية إيضاح مسألة أو تعليل موقف.

جين شينودا بولين


تستخدم الكاتبة وعالمة النفس الأميركية جين شينودا بولين في كتابها «في كل امرأة أسطورة: إطلالة على أعماق النساء» (1983) الصادر بترجمته العربية (دار مسكيلياني ـ ترجمة عادل قرامي) سبع أساطير نسائية لآلهات قديمات لوصف أنماط السلوك والصفات الشخصية لكل امرأة. تعتبر شينودا أنّ لكلّ امرأة دور بطولة تؤديه في حياتها، ولكل حكاية نسائية أبعاد أسطورية تُشكِّل ملامحها. وكانت فكرة بولين الجريئة هي أنه بالطريقة نفسها التي كانت فيها المرأة غير مدركة لتأثيرات الصور الثقافية النمطية عليها، كانت أيضاً غير مدركة للقوى الأسطورية الكامنة داخلها. تعتقد بولين أن فهم هذه الأنماط وعلاقاتها المتبادلة يُقدّم بدائل مطمئنة وواقعية تأخذ المرأة بعيداً عن تصورات ضيقة مثل الذكورة/ الأنوثة، والأم/ الحبيبة، المرأة العاملة/ ربة البيت. تُقدّم شينودا هذه الأنماط عبر استلهام سبع آلهات مثالية، يمكن لكل امرأة التعرّف عليها، من آرتيميس المستقلة وأثينا الهادئة إلى ديميتر إلهة المعطاءة وأفروديت المبدعة، وتشرح كيفية تحديد أي نمط منها يجب تقويته، وأي منها يجب التغلب عليه، وكيفية استغلال قوة هذه الأنماط الأسطورية لتصبح المرأة «بطلة» في قصة حياتها الشخصية.