هيثم صالح طيّون وأحمد رسمي وسلامة المصري

يستعرض كتاب «تاريخ حضارات الشرق المخفي والمُغيّب: أساطير الحضارة الفينيقية -الكنعانية» (الدار الليبرالية ـــ السويد) قصة نشوء وتطوّر الأساطير والأديان الإبراهيمية في منطقة الشرق الأوسط والأدنى. يهدف المؤلفون (هيثم صالح طيون، أحمد رسمي، وسلامة المصري) إلى أن يكون الكتاب مرجعاً تاريخياً صحيحاً. كما يسعون إلى إثراء المكتبة العربية والعالمية بهذه الموسوعة التاريخية كي تكون لبِنَة مؤسّسة تُساعد الأجيال القادمة من الباحثين في مقاربة الحقيقة عن طريق البحث العلمي المنهجي والمجرد من أي تأثير عاطفي ديني أو سياسي أو أيديولوجي. يقدّم الكتاب للقارئ مُجريات أحداث تاريخ المنطقة كما حدثت، ولا مثلما تمّ تقديمها لنا من قِبل المستشرقين وتلامذتهم. كذلك يربط بين نشوء وانتقال الأساطير وتكوّن وتطوّر مُعتقدات أديان ومذاهب شعوب المنطقة والعالم.

محمد فايق


في الذكرى الحادية والسبعين على ثورة الضباط الأحرار في مصر، أصدر «مركز دراسات الوحدة العربية» مذكرات الوزير والسياسي والمناضل محمد فايق بعنوان «مسيرة تحرر». يُعتبر فايق أحد أبرز رموز وقادة حركة التحرر التي قادتها مصر في الوطن العربي وأفريقيا والعالم خلال الحقبة الناصرية. يسرد فايق مذكراته في هذا الكتاب لا بوصفه شاهداً على الأحداث التي عرفتها مصر على مدى ستة عقود، بل بوصفه مشاركاً في تلك الأحداث. لا تتوقف مذكرات فايق عند أحداث الحقبة التحررية الناصرية، بل تليها حقبة السجن في عهد الرئيس أنور السادات ليعود ويستكمل مسيرته التحررية بعد خروجه من السجن في حقبة النضال في قضايا حقوق الإنسان محلياً وعربياً وعالمياً، على مدى أكثر من ثلاثة عقود من عمره، حالمـاً في صنع مستقبل أكثر إنسانية لبلده، متخذاً من حقوق الإنسان طريقاً لبناء دولة أكثر حرية وعدالة ومساواة، يسودها نظام ديموقراطي سليم.

بلال حسني


يخوض المصري بلال حسني في روايته «كعكة الحمار الوحشي» (دار الكتب خان) مغامرة أدبيّة فريدة تتحدى أشكال السرد المستقرة، وتُلقي بنا في قلب عالم من الهواجس الحسّية والكوابيس. بلغة تكتسب شاعريتها من تلاعبها الرشيق المتوازن بين الفصحى وعاميّة شعبية تستلهم أهازيج وأغاني كباريهات وملاهي الإسكندرية، يحكي الراوي عن ثلاث رحلات قصيرة يقوم بها داخل المدينة، في الحي نفسه، وحتى داخل البيت نفسه، تغطي فترة حياته بأكملها. هذه الرحلات تكشف عن اندثار الماضي الجميل وتلاشي الأجواء القديمة بين أنقاض الأمس وبدايات زمن جديد. يصف لنا الإسكندرية التي تختلط فيها العصور والحقبات التاريخية، ويحكي عن أحيائها القديمة، حيث تتحول البيوت والمباني التي كانت مألوفة إلى ركام، وحيث تمحو معاول العمل والبلدوزرات آثار الماضي.

جان مارك دانيال


يُقدّم عالم الاقتصاد الفرنسي جان مارك دانيال في كتابه «تاريخ الاقتصاد العالمي» الصادر بترجمته العربية عن «دار الساقي» (ترجمة جلال بدلة) روايةً عن التاريخ الاقتصادي للعالَم، منذ أصل الحضارات حتى العقدين الأولين من القرن الحادي والعشرين الحالي. يحوي الكتاب معلومات وبيانات وأمثلة غنية عن المسار المتشابك لرأس المال والعمل عبر التاريخ، ويستعرض العواقب الناجمة عن الأفعال المُضلّلة للبيروقراطيّين والتكنوقراطيّين ممّن يعملون على حساب القيمة التي يخلقها المنتجون الحقيقيون من عمّال ومُزارعين ومُقاولين ومُبتكِرين. لا يقتصر الكتاب على مجرد سرد تاريخي للأفكار الاقتصادية وأنظمة العملات فحسب، بل يوضح للقراء بعض المبادئ الأساسية للاقتصاد، مثل التوازن بين العرض والطلب، ودور الديموغرافيا في التنمية الاقتصادية، وحدود وفوائد تدخل الدولة.

أحمد عبد الحليم


يسع الكاتب والباحث المصري أحمد عبد الحليم في كتابه «تمثلات المجتمع المصري: في الذات والجسد والهُوية» (دار رياض الريس) إلى فهم تأثير الحياة العصرية المعولمة على المجتمع المصري، وخصوصاً بعد التطورات الثورية والتغيرات التي شهدها الفضاء الاجتماعي والثقافي والنفسي والتكنولوجي. يتناول الكاتب المشاعر الإنسانية مثل السعادة والخوف ومن ثمَّ ينتقل إلى قراءة وتفكيك الممارسات المُجتمعيّة في مصر وما وراء تمثلات الصورة. كما يستكشف تمثلات أخرى ذات سياقات تاريخية متعددة، ويُحلّل كيف أثرت المنظومة النيوليبرالية على صناعة النوستالجيا والتمثلات المعاصرة للمهرجانات والرقص. ويتناول أيضاً تمثلات الاستهلاك في مجالات متعددة مثل الفن والرياضة والعلاقات الأسرية والثقافة والضحك مع قراءة الجسد وتمظهراته في سياقات السلطة والبطولة والنبذ والموت.

مجلة الحداثة


صدر العدد 228 (صيف 2023) من «مجلة الحداثة الأكاديمية الفصلية»، مركّزاً على «تحديّات التنوير والتعليم وتحسين الصلابة النفسية» في مجالات متنوعة مثل الإعلام، والتاريخ، والفنون، والآثار، والأدب. افتُتح العدد بمقال للباحث كامل فرحان صالح بعنوان «أمير الحداثة الشعرية في السعودية»، تلاه تحليل (دارين موسى حوماني) التغطية الإعلامية اللبنانية لقضية النزوح السوري في لبنان. تضمّن العدد أيضاً ملفاً عن ثقافة «التنوير» وتحديّات الأيديولوجيات المتطرفة ووضع المرأة في التشريعات الدينية (فرحان صالح)، إلى جانب دراسة تحليلية (محمد أرسلان علي) عن مؤتمر القاهرة عام 1921 وتقييم ما تحقق من توصياته، وبحث آخر (شليطا فوزي بو طانيوس) عن السريان الأرثوذكس واليعاقبة في بلاد ما بين النهرين منذ القرن الأول ميلادي حتى القرن الثامن. وخصص القيّمون ملفاً للفنون والآثار لمواكبة موضوعات التكنولوجيا والفن الرقمي الحديث والنقوش الصخرية وغيرها من المواضيع التربوية والنفسية.