1-ليدي دياناقلبي كصوتك مكسور
كلما سرنا
في حديقة القصر
تلاحقنا أشباح عرجاء
عدساتٌ خبيثة
وألسن تحيك المؤامرات
بلكنة إنكليزية ركيكة

باتريك دومارشولييه ــ «الأميرة ديانا» (طباعة فضية من الجيلاتين بلون السيلينيوم ــــ 61 × 50.8 سنتم ــــ لندن عام 1990)


تمثالُك تثاءب
من شدّة الظهور
ولأنه لا يُجيد الهرب
بكعب عال
وتنورة ضيّقة
التهمك البئر قبلي

ديانا

لا أملك البشرة المنشاة
بل النظرة الهاربة
وموعدٌ مع حادث موت
قريب ومُدبر
أميرة القلوب
الحجر الذي أعاق سيرك
هو نفسه اعترض طريقي
ولأنه قُدر لي أن أكتب الشعر
سبقتك إلى الجنة

2- أخيراً أمي
أين صورتي الشمسية بالأبيض والأسود
بشعر مشدود وأذنين بارزتين كأرنب يشم الخضار؟
أين معطفك الأزرق الذي تسبح فيه الأسماك؟
أين أبي لأخبره أنني كنت أغار منه
حين تذهبان لتسوق أشياء لا تعنيني
كنت أبكي ولكن الجدران كانت حمقاء
كنت أشم الوسادة ولا أنام
أين الحذاء الأحمر العالي
الذي كنت أقيسه بنظراتي وأتسلقه لأصل إلى عطرك؟
أين أنا؟ أين خطواتي على الثلج؟
وبكائي في المرآة السوداء ذات المساحيق الغريبة؟
أين قرينك المختبئ خلف الأبواب؟
أين لونك الغامق كليلة مثلجة؟
كيف أصفه وأنا تائهة في زقاق
ستحتسيه النافذة حين يرشقها شبان الحي
بنظرات شبقة وعطور رخيصة

3-المرأة الثالثة
أكتب لأصير امرأة ثالثة
قلبها أضعف من عطري
تسند الباب حين يسعل بقوة
تضع أوتاداً للغربان
كي تشبه الحياة
وتخيط لغرفتها ثياباً لا تصدأ
أمرن الثانية على الانحناء للمراكب
ومكانس الليل الرمادية
الأولى أتركها تُخطئ
متخطية ساعات الرمل ورائحة الأب
حين تنتحر شاعرة
كل كلمة في هذا النص
ستتشتت كبحيرة باتجاهات عديدة
لتبتلع ما أمكن من الحبوب المهدئة

4- العالم بالبيجاما
لا أستطيع أن أرى العالم
إلّا من ثقب إبرة
يرتدي بيجاما
ليشاهد الأقمار الاصطناعية
يحضر مكونات التارت
بينما نظراته تقطف التوت البريّ
من الحديقة
تُطعم البط الجائع
وعلى طريقها تُخلص
ثوباً عالقاً في الفخ
تورم عقله من سرعة الأحلام
التي تُنتجها كاميرات المؤثرين
لا يستطيع احتساء ضوء القمر
أو التعري في خزانته
يا إلهي لماذا تركتني وحيدة
الحياة تافهة جداً
أستطيع تسديد طابة البيسبول
في عينها
دون أن تلتفت للفاعل
أستطيع الوصول إلى قلبها في دقائق
والخروج من خلال عملية قيصيرية معقدة

5- La bohème
طاف رأسي بالخمور الرخيصة
للبوهيميين
وإسناداتهم الضعيفة عن تصدع العالم
داخل لفافة حشيش
مشيدة كالسموات السبع

غرفتي لا تسع أغراضهم وصوتك
المائدة تتحرك تلقائياً
كجزء من خربشة لفيلم ثلاثي الأبعاد
الشراشف غدت ممراً لمضمون دون جسد
الشرفة تود لو تطل على هواماتهم
مغيّرة موقعها تبعاً
لحالة الجدران المُسترخية
وقلبي الهش
كبرتقالة المغيب
وحدس الأطفال بالحب المجرد
يود أن تأخذه الموسيقى في إجازة
إلى حيث لا مكان
ولا جدران تحدد الأفق
نحو نعاس مبلل باليوغا
وقادر على ابتلاع الفن
كحبوب الهلوسة

* لبنان