1- بلاغة أجملُ من كل الأوسمة
التي على الصدور،
أروعُ من كل النجوم
التي تؤنس ليلَ الغرباء،
أجمل من كل الكلمات،
أدلةُ المَحبةِ الحمراء
التي ترسمها شفاهُك على صدري،
بقايا العضّات

«عناق» لدونغ وو كيم (رخام ــــ 64 × 24 × 21 سنتم ــــ 2009)


التي تنحتها أسنانُك في جلدي،
خواتم المحبة
المطبوعة كأقواس النصر،
تقولُ كلّ شيء عن حبنا
بمُنتهى البلاغة،
ومن دون الحاجة
ـ حتى ـ
إلى كلمات.

2- أمنيات
ليتني كنتُ الشمسَ البرتقالية
التي تشهقين لأجلها
كلما غَطستْ
ـ كالفراشةِ ـ
في ماءِ البحر.

ليتني كنتُ القمر
الذي يلحسُكِ
وأنت تشربين ماءَه
كلّ مساء في الشرفة.
ليتني فعلتُ مثل هذه النجوم
وبقيتُ عالقاً بين المجرات
ملايين السنوات
من أجل أن أنظرَ إليكِ.

3- انتفاض
ذلك العصفور الذي يُشبه وجهك
الذي أحب دائماً أن أتملاه
أن أضعَه بين كفيّ
كأنه جنيني،
الذي أحب أن أزيحَ الشعيراتِ الخاملةَ عن أطرافِهِ
بدموعي أنظُرُ إليه،
هذا العصفور
يريد دوماً أن يُغادر
ينظُرُ باستمرارٍ خارجَ القَفص
يتململُ مُنتفِضاً
ـ كل مرة ـ
ولا يستطيع
ـ حتى ـ
أن يغفو
في ذلك العش الذي تصنعه يداي.

4- فصوص
من حقي أن أسمي أعضاءك
بأسماء جديدة:
النهد تفاحة خضراء
البطن غابة،
الكتف واحة
والشفاه فصوصُ برتقال
ينسالُ منها العسل
كلما عصرتُها.

5- غمّازتان
في زمانٍ غابرٍ
كنا ـ أنا وأنتِ ـ
وحيديْن في غابة،
أنا صخرةٌ لم تجد ما تفعله
ـ من الحزن ـ
سوى الوقوف أمام العالم
وحيدةً هكذا
على سبيل الانتحار،
وأنتِ عصفورٌ شريد
يُغادر أهله كل ليلة
ليبيتَ في وجهي،
يقفُ على الأنفِ مباشرة،
ليلتقطَ الحَبَّ من خديّ،
والحفرتان على جانبيْ فمي
تشهدان على شفتيكِ
إلى اليومْ.

6- نَهر
أجمل أنهار الدنيا
ذاك الذي هجر الأرضَ والناسَ والآخرين
تاركاً إياهم
غارقين في الحزنِ والعطش،
من أجل أن يجري هنا
في ذلك الشقِ السعيد
الذي ينحدرُ ناعماً بين نهديكِ.

* مصر