1- لا وقت
لا وقتَ لنحزَن
علينا الآن أن نمضي سريعاً
بحثًا عن حبيبٍ جديد
أن نُتمم إجراءات الزواج
لينظرَ الناسُ
إلى جسديْن يرقصان

كريستسيان ريكس فان مينن «تاتو مباشر على انستغرام مع موز» (زيت على كتان ـ 182.9 × 132.1 سنتم ـ 2022)


وننسى أن هناك
قلباً يستلقي
في شقٍ من الجَسَد بألم
■ ■ ■
لا وقتَ لنفرَح
سنلتقطُ الصورَ ونوثّق اللحظة
كي تحصدَ بهجتها
بإعجابات الأصدقاء والجمهور
ونغفلَ عن القلقِ
المكبوتِ
خلفَ زورِ المشهد
■ ■ ■
لا وقتَ لنرتاح
لنترك ضجرَ السكينة ونجري
للعملِ في الصباح
ناسينَ عقولَنا
في أدراج الكومودينة
وقد قرّرت أن تأخذَ
غفوةً طويلة
بجانب السرير
■ ■ ■
لا وقتَ لنتأمّل
علينا أن نجري، نعملَ، نتسوّقَ
نُتممُ إجراءاتٍ في دائرةٍ رسمية، نُعبّئ دلو الماء، نكوي ملابسنا
نُرتب المكتبة، نمضي إلى الصرافِ الآلي
نختارُ بعنايةٍ شكلَ تسريحةِ الشعر قبل مناسبةٍ اجتماعية..
ونسهو عن حاجتنا
أن نطفو على ماءِ الوقتِ قليلاً
كي لا نفكّر
سوى بالسماء
وكيف أخذت لونها
حينَ كانت الحياةُ أوّلَ الخلقِ
بالأبيض والأسود

■ ■ ■

2- يدٌ تُعانق الهواء

الوردة في البيت
تذبلُ
كُلّما شبّ شجار
■ ■ ■
الشمس تختفي
حين تنامُ الطفلة
■ ■ ■
الأبواب تفقدُ
صريرَها
إذا ما غابَ الناس
■ ■ ■
القمرُ يأفَل
لمّا تبكي فتاةٌ
تركَها الحَبيب
■ ■ ■
النافذة تفتحُ للريح
يديها
وقت الفَرح
■ ■ ■
الشارعُ يئنُ
بصوتِ الجَداجد
مُنتصف الليل
■ ■ ■
ورقةُ الشجرِ
تفرحُ
بدموعِ النَدى
مع اقترابِ الصباح
■ ■ ■
السيّدة العجوز
تتلحفُ بأغطيتها السميكة
جيّداً وبقوّة
خوفاً من بَرد الوِحدة
■ ■ ■
الرجلُ الغريبُ
يمرُ قربَ المنزل
ليُصغي إلى الصمتِ
الذي تركَهُ الغياب
■ ■ ■
العصافير تُغنّي
لمراييل فتيات المدارس
الزاهيّة.. في الصباح
■ ■ ■
السيارات تصرُخ
من تجهّمُ الموظفين
الذاهبينَ
إلى عملهم المَلول
■ ■ ■
البحرُ يضحكُ
ليدي طفلة
تُعانق الهواء من نافذة السيارة.

* قطاع غزّة