كان هناك شرخ واحد؛ تجعيدة تركتها حوافر حربٍ مضت على وجه الجدار المنهك، حين ضلّت قنبلة طريقها، فدمّرت بيتاً آخر. لكنّ عصفها أسقط كل الصور المعلّقة على الجدار. كنسنا الزجاج، ورمّمنا الشرخ، وأعدنا الصور إلى بيوتها الزجاجية الجديدة. وعلّقناها على الجدار.
عادت صورنا:
صور الذين ولدوا
والذين تخرجوا
والذين تزوجوا
والذين عاشوا
والذين ماتوا
تحلّقت كلّها
حول سورة الفاتحة
في قلب الجدار
■ ■ ■

عادت حوافر البرابرة في حرب أخرى إلى سماء غزّة. وعثرت قنبلة ذكيّة على بيتنا. أسقطت السقف والجدران على رؤوسنا.
وهشّمت بيوت صورنا.
صورنا
ترقد الآن
حول جثثنا
وسورة الفاتـحة

* شاعر وروائي عراقي ـــ 10 كانون الثاني (يناير) 2024