هِلغى باومغَرتن

في «لا سلام لفلسطين: الحرب الطويلة ضدّ غزة» (2021) الذي انتقل إلى العربية (المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات ـ ترجمة محمد أبو زيد) تُقدّم الألمانية هِلغى باومغَرتن دراسةً تاريخية للواقع الفلسطيني، من منظور مؤلفة ألمانية شهدت على الحروب التي شنّها الاحتلال الصهيوني ضد غزة، وترفض النظرة المنحازة السائدة في الإعلام الألماني. تدور الفصول حول استعراض تاريخي لمسيرة الفلسطينيّين نحو التحرّر، بدءاً من التظاهرات وتصرّفات قوات الأمن الإسرائيلية الوحشية تجاهها، إلى عمليات هدم بيوت المقاومين، أو سيطرة المتطرّفين اليهود عليها. رغم توجّه الكتاب إلى القرّاء الناطقين بالألمانية، إلّا أنّه يتيح للقارئ العربي الانغماس في رحلة تاريخية تمتدّ من النكبة وصولاً إلى الحرب الإبادية الأخيرة على غزة.

رشيد الضعيف


بعد مشروعه الخاصّ الذي استكشف فيه المُحرمات، يخوض الكاتب اللبناني رشيد الضعيف تجربة جديدة في روايته «ما رأت زينة وما لم ترَ» (دار الساقي). تتناول الرواية لحظات ما قبل انفجار مرفأ بيروت عام 2020 وبعده، والأزمة الاقتصادية الخانقة التي تعصف بلبنان، والضغوطات التي يعيشها الناس بعد الارتفاع الجنوني للدولار. يُقدّم الكاتب روايةً على نحو أقرب إلى سيناريو أو سكريبت، حيث تتناوب المشاهد سريعاً، ما يمنح القارئ إحساساً بالحدث المتسارع. فصول قصيرة ومحدودة إلى حدٍّ بعيد، تحيل الرواية إلى ما يشبه عمل «تقطيع المشاهد» في التصوير السينمائيّ. يُظهر الكاتب ذاته ووجدانه في بعض اللحظات، خصوصاً حين يعكس عبء الظروف الاقتصادية على الشعب اللبناني.

إيمان اليوسف


تتقاطع مجموعة عجائبية من الشخصيات في رواية «عام واحد من العزلة» (دار الآداب) لإيمان اليوسف، في وقت تغيب فيه الخطوط الفاصلة في ثلاثية الواقع والخيال والتاريخ. تستوحي الكاتبة الإماراتية روايتها من جملة أحداث ووقائع حقيقية، تعيد كتابتها بحنكة سردية مع إضفاء كثير من العناصر الخيالية. تستعين بشخصية روائية شهيرة لتبني أحداث روايتها وهي «الكولونيل أوريليانو بوينديا»، بطل رائعة ماركيز «مئة عام من العزلة». تصوّر فضاءات الرواية آلام الفقد والجوع والمعاناة، وتسافر بنا إلى مطارح وزوايا شعرية نعيش ونختبر في خضمها كثيراً من المشاعر المتناقضة، لتفتح نوافذ التساؤلات وتحفّزنا على قراءة ما يكمن خلف التفاصيل.

عبد الرحمن عاطف


تنتمي رواية «فضاء البنفسج» (دار العين/ القاهرة) للكاتب والباحث المصري عبد الرحمن عاطف إلى أدب الديستوبيا الذي يتميّز بصورة متشائمة للمستقبل، إذ تظهر مجتمعات تتّسم بالقمع، وفقدان الحريات، وتدهور الظروف البيئية، ويُركّز على العيوب والمشكلات التي يمكن أن تنشأ نتيجة التطوّر في مجال التكنولوجيا أو سيطرة الحكم الديكتاتوري. تدور أحداث الرواية في أرض الواقع المستقبلية والفضاءَين الرقمي والخارجي، إذ يُقسّم المجتمع جينياً لتحقيق العدالة. يُحاول أبطال الرواية الخروج عن القوالب الاجتماعية النمطية والتكيّف في عالم غير مألوف، لا مجال فيه للتعاطف غير العقلاني، وسط شيوع إحلال الآلات محلّ البشر، وطرح إمكانية الرقمنة لوعي الإنسان.

لينا مرواني


تحكي الكاتبة التشيلية الفلسطينية لينا مرواني في «أن تعودي فلسطين» (2021) الصادر بترجمته العربية عن «دار الكتب خان» (ترجمة شادي روحانا) عن رحلتها الشخصية والإنسانية إلى فلسطين. تتناول تجربتها الشخصية والعائلية، مبتدئةً من هجرة أجدادها من فلسطين إلى تشيلي في عهد الحكم العثماني سنة 1915، ثم رحلة بحثها عن الحقيقة حول القضية الفلسطينية. يطرح الكتاب عدداً من الأسئلة عن الأصل، والهوية، والوطن، والحدود، واللغة، والحرب، والسلام، ويتخلّله عددٌ من المواقف والصور الحيويّة. كما يقدّم نظرة على حياة مرواني في نيويورك وتشيلي، كابنة لأحد المهاجرين الأوائل.