مَاكسنس فِرْمِين

عن «دار النهضة العربية»، ببيروت صدرت ترجمة عربية لـ «ثَلْجْ» للروائي الفرنسي مَاكسنس فِرْمِين (تَرجمَة الزميل رشيد وحتي). في يابانِ نهايةِ القرنِ التَّاسعِ عشرَ، يكرِّس الشَّابُّ يُوكُو نفسَه لِفنِّ الهايكو الصَّعبِ المتمنِّع، حريصاً على إِتقانه أسوةً بمعلِّميه الكبار، حدَّ أنَّه تجشَّم عناء عبور جبالِ الألبِ اليابانيَّة لِلقاء أحدِ أهمِّ معلِّميه المعاصرينَ له. ستنشأُ بين الشَّيخِ ومريدِه علاقةٌ غريبةٌ، تطفُو فيها الصّورة المؤرِّقة لامرأةٍ تختفِي في الثَّلجِ. في لغة مقتِّرةٍ، متقشِّفةٍ، ومركَّزةِ الوقائعِ، ينسجُ ماكسنس فيرمين قصَّةً تمتزجُ فيها موضوعتَا الجَمالِ والحُبِّ بشكلِ الهايكو، أسلوباً وهيكلاً لتوالي الفصول السَّرديَّة وتعاقب المواسم والأحداثِ. نصٌّ يندرج ضمن أهمِّ ما أنتجته فرنسا ضمن جنسِ «نُوڤِيلَّا» السَّردِ الشِّعريِّ المعاصِرِ.

سليمان العليمات


يتناول الكاتب الأردني سليمان العليمات في روايته الجديدة «الفاتح الكبير: الأمير تيمورلنك بلاء الله» (المؤسسة العربية للدراسات والنشر) سيرة حياة القائد الأوزبكي الشهير تيمورلنك الذي عاش في القرن الرابع عشر للميلاد، وأسّس السلالة التيمورية التي استمرت في الحكم حتى عام 1857. غزا تيمورلنك معظم غرب آسيا ووسطها وعُرف بحملاته العسكرية الشرسة والواسعة، التي استهدف عبرها عدداً كبيراً من المدنيين، والتجمعات السكانية الكبيرة. اشتهر هذا الفاتح الكبير بالقسوة والعنف، ويُقال إنّه صنع أهرامات من جماجم ضحاياه وعلّقها على أبواب بغداد وحلب ودمشق ودلهي وحيثما داست سنابك خيله. لقّبه أعداؤه بـ«الذئب الأغبر آكل الأرض»، بينما أطلق أنصاره عليه لقب «الأسد الغازي»، لكنّ لقباً واحداً يبدو الأنسب لتيمورلنك وهو«بلاء الله».

غسان الصامتي


تحكي رواية غسان الصامتي «النغل» (دار الساقي) قصة جريمة تودي بحياة جدّة الراوي في تونس العاصمة. يروي الطّفلُ المنبوذ والابن غير الشرعيّ تفاصيل نشأته في كنف جدّته تحت وطأة الفقر المدقع والحرمان. تُركِّز الرواية على القاع التونسي وتناقضات المجتمع الذي يُلقي بأبنائه إلى مصائر سوداء، ويُجهض كلّ أمل لهم بالنهوض. تتميّز الرواية ببناء سرديّ محكم، استطاع الكاتب تطويعه ليروي واقعاً تونسياً معاصراً، معيداً تفكيك البنية المجتمعية التونسية للوصول إلى مُسببات هذا الواقع المأساوي المشابه لواقع معظم البلدان العربية. نجح الصامتي في خلق شخصيّات روائية متكاملة، ناهلاً من حكمة الشخصيات النسائية، مرجعية غنيّة لرؤية العالم واكتشافه ونقده. كما قسّم السرد بمهارة إلى مستويات عدّة من دون أن يخلّ بالمبنى، مازجاً الواقع بالتخييل الروائي.

فراس سليمان


في مجموعته الشعرية «كاميرا قديمة ما زالت تعمل» (محترف أوكسيجين للنشر)، يرصد الشاعر السوري فراس سليمان آثار الحرب بأسلوب يتجنّب الضجيج المفتعل والبكائيات المجانية. يستخدم عدسة الشعر لالتقاط لحظات غير متوقعة من الجمال والإحساس العميق، حيث تتلاشى الأشياء. يتجاوز الشاعر السوري قدرة الكاميرا على التوثيق، ويلتقط ما هو خارج الكادر. يدعونا سليمان إلى فتح أعيننا على المشهد كاملاً، لنعايش مفارقات ومفترقات وطن مدمّر وفقاً لجماليات تجربته الإبداعية وانحيازها المطلق إلى الإنسان، إلى صبية تكنس الفيء، وخبّاز يتوق إلى شاي لا يعكّره الطحين، وذاك الذي تسأله القصيدة أن يبتسم لأنه لا زال على قيد الحياة. يحكي سليمان قصص الأبطال العاديين، العشاق، واللاجئين الذين أهملهم المتن كظلال صغيرة وأعادتهم إلى الضوء عدسة كاميرا الشاعر، القديمة كما يقول العنوان، ولكنها ما زالت تعمل.

مصطفى شلش


يعيش العالم اليوم اضطرابات في شأن تأمين إمدادات الطاقة من النفط والغاز، وخصوصاً بعد العقوبات الأميركية والأوروبية التي استهدفت روسيا عقب إعلان الأخيرة عن عملية عسكرية ضد أوكرانيا عام 2022. يُلقي الباحث المصري مصطفى شلش في «خطوط الغاز الروسية» (مركز دراسات الوحدة العربية) على إحدى أكثر القضايا إثارة للجدل في النقاش حول أمن الطاقة العالمي، وهو دور روسيا كمصدر للطاقة. يُقدّم الكتاب نظرة شاملة تتضمن دور الطاقة الروسية في مظاهرها الكثيرة، ويغطي الأبعاد الخارجية والمحلية لثروة النفط والغاز الطبيعي في روسيا التي تشكل إحدى أكبر الاحتياطات في العالم. ينظر الكاتب إلى قوة الطاقة في البلاد عبر تحليل السياسات الروسية تجاه الأسواق الدولية الأوروبية والآسيوية، إضافة إلى السياسات الروسية تجاه المنظمات الإقليمية المختصة بمجال الطاقة.

صائب سلام


يحوي كتاب «كلمات ومواقف» (دار هاشيت/ نوفل) سجلاً للخطابات والمحاضرات التي ألقاها رئيس الوزراء اللبناني الأسبق صائب سلام في مناسبات سياسيّة ووطنيّة بين عامَي 1954 و1990، وفيها يناقش أفكاره وآراءه حول أحداث لبنانية وعربية. جُمعت مواد هذا الكتاب الوثائقي من أرشيف «الجامعة الأميركيّة في بيروت» ومن محفوظات الرئيس سلام الخاصّة، وهو يقدّم لمحة وافية وشاملة عن مواقفه الأساسية في قضايا عدّة، ويظهّر توجّهاته السياسية طوال حياته، وموقفه من الصراع العربي – الإسرائيلي، ودعمه للمقاومة الفلسطينية الذي بدأ منذ عام 1936. يعكس الكتاب رؤية سلام لبناء الدولة اللبنانية، كونه كان أحد الذين أسهموا في عمليّة بناء لبنان الحديث، عبر مشاركته في الجلسة النيابية لنزع المواد الانتدابيّة من الدستور، وفي رسم العلم اللبناني الجديد.