زينب مرعيمساء أول من أمس، انتظرنا طويلاً في «القاعة الزجاجيّة» لوزارة السياحة (بيروت)، إطلاق برنامج «مهرجان الموسيقى» في الحمرا... لكن صاحب المبادرة زياد مبيض، وممثلو وزارتي السياحة والثقافة وجمعية أصحاب المؤسسات التجاريّة في شارع الحمرا لم يحضروا إلى المؤتمر الصحافي.
لاحقاً، علمنا أن المهرجان قد ألغي! ما الذي حدث إذاً؟ يقول رئيس «جمعية تجّار الحمرا» زهير عيتاني إنّ زياد مبيّض طلب منهم 150 ألف دولار لتمويل المهرجان، فنصحوه بتأمين رعاة إضافيين. ويخبرنا مصدر آخر أنّ مبيّض أرسل كتاباً إلى وزارتي السياحة والثقافة، وجاءه ردّ من الأولى بأنّها مستعدّة لتحمّل الكلفة كاملةً، لتعود وتمتنع عن ذلك بعد شهرين من التحضير. المديرة العامة في وزارة السياحة ندى السردوك تقول إنّ الوزارة وافقت على تمويل قسم من المشروع، لا كلّه... «لكننا فوجئنا بإلغاء مبيض المؤتمر». لكنّ المشكلة ليست ماليّة بحتة، كما يبدو. فبرنامج المهرجان المُقترح، ضمّ حفلةً لغسان الرحباني؛ وإذا بأصحاب القرار يرفضون حفلة يقدّمها فنانٌّ «عوني» في شارع الحمرا... الذي سيبقى «بيروتيّاً»! و«تراجعت مؤسسات تابعة لجهة سياسية معيّنة» عن الدعم. عند اتصالنا بالرحباني اكتشفنا أنّه على علم بهذه «الرقابة السياسيّة»: «ندى السردوك ورئيس جمعية تجّار الحمرا احتجّا على حضوري. والسردوك أثّرت على وزير السياحة إيلي ماروني». ويضيف: «لن أسكت على إغلاق الحمرا بوجه الرحابنة. والأمر بلغ درجة التهديد المبطّن: لا نستطيع أن نضمن وقوف غسان الرحباني على خشبة في الحمرا، قال أحد النافذين. كلا يا أصدقاء، أنا فنان لبناني لي في بيروت أكثر منهم. والحمرا ليست ملك تيّار المستقبل». مهرجان الحمرا مُلغى حتى إشعار آخر. فهل امتدّت السياسة الفئويّة لتخنق الشارع الذي كان رمزاً لاختلاط الطوائف؟