عـلي عطوي
الحرفيّ أحمد النور على موعد يومي مع الكورنيش البحريّ في صور، حاملاً معه عدداً كبيراً من أعماله الحرفيّة لعرضها وتسويقها على النّاس المارّة، الذين يجدون متعة في استعراض ابتكاراته، “الأمر الذي يجعَل عدد المتفرّجين أكثر من عدد الزبائن” كما يقول.
ويشرح النور، وهو لاجئ فلسطيني (يعيش في مخيم برج الشمالي): “إنّ الأمر لم يكن في بدايته أكثر من هواية، أمارسها في منزلي، عبر تصميم وتصنيع حرفيّات وزخارف تسهم في إضفاء حسّ فنّي على المنزل، لكنّني وجدت بعد تنقّلي في عدد من الأعمال المختلفة، أنّ أحسن عمَل أقوم به، هو ممارسة هوايتي وتحويلها إلى مهنة والكسب من ورائها”.
ويضيف: “لا منافسين لي، فمهنتي نادرة”، لكنّه غير راضٍ عن المردود الذي يحققه، “فارتفاع كلفة المواد الأوليّة المستعملة في التصنيع (الخشب والقماش والغراء والسيليكون) كلّها، “تستحوذ على القيمة الأكبر من سعر القطعة، التي تتراوح بين خمسة و10 آلاف ليرة”. لكنه في الفترة الأخيرة جعل أعماله تنسجم مع مستجدّات السّاحة اللبنانيّة. وتصدّرت صور السيّد حسن نصر الله أكثر من نصف أشغاله، تليها صور للجنرال ميشال عون والرئيس نبيه برّي والوزير السابق سليمان فرنجيّة.
يتحوّل الكورنيش البحريّ خلالَ ساعات النهار إلى معرض دائم تحت أشعة الشمس، تحتضن بدفئها صوَراً لزعماء لبنان على أشرعة سفن صغيرة ومتوسّطة الحجم، أراد لها أحمد أن تكون سفن نجاة الشعب اللبناني «من لاجئ فلسطيني، لكي ينجو من الفقر لأنّه أمّ الاختراع».