راجانا حميّة
«فنّ مصطفى فرّوخ» كان أمس عنوان الندوة التكريميّة التي أقامها معهد الفنون الجميلة في الجامعة اللبنانية ــــــ الفرع الأول في ذكرى رحيله الخمسين.
بدعوة من عميد المعهد الدكتور هاشم الأيوبي حضر التكريم طلاب من المعهد، وحضر عشاق «صندوق الألوان» ونقّاد وأساتذة تناولوا فرّوخ الإنسان والصديق والمبدع.
حاول المحاضرون استعادة الهالة التي أحاطت بفرّوخ في عمر المراهقة، فكان في نظر منسّقة الأنشطة الثقافيّة في معهد مهى سلطان «الفنّان الذي دمج منذ الصغر في شخصه ما لا يندمج من المواصفات والاتّجاهات والمدارس الفنّية التي تتناقض كي تأتلف في فنّه».
وأمل الأيوبي «في ذكرى فروخ أن يكون معهدنا هو الحاضن لكلّ نشاط فنيّ وإبداعي ومحترفاتنا خلايا عمل وورش فنّ يشغلها طلّابنا». وطرح الزميل والناقد أحمد بزّون سؤالاً «ماذا بقي من مصطفى فرّوخ؟»، وقال رغم إيمانه «بالسيرة المشرّفة لفرّوخ الإنسان، للعصامي والماهر والذكي والشفّاف الذي استطاع أن يفرض نفسه في الساحة التشكيليّة اللبنانيّة العربيّة»، إلّا أنّه يحمل عليه «مهادنته للسائد في الحياة التشكيليّة، تصالحه مع الجمهور إلى أبعد حد، رفضه التجريب الذي يؤسّس للمستقبل وانتماؤه في الفنّ إلى الماضي».
أما رئيس جمعيّة الفنّانين اللبنانيين الدكتور عادل قديح فقد رأى أنّ التزام الفنّان الانطباعيّة الواقعيّة كان الملاذ الوحيد له «فهو الذي عاش غربة في وطنه، كان عليه أن ينتج فنّاً متوافقاً مع مزاجه وقدراته وواقعه».
أمّا نجل فرّوخ هاني فاختار أن يكشف النقاب عن والده الإنسان والصديق من خلال «عيّنة» من مذكّرات تنشر للمرّة الأولى، بدأها عام 1932 في باريس «حيث كانت عطاءاته تشهد رواجاً كبيراً» وختمها بصباح الموت في السادس عشر من شباط 1957 في مستشفى المقاصد.
كما عُرض فيلمان وثائقيان عن فروخ.