محمد محسن
في منطقة الجناح يكثر الحديث عن «غيفارا» اللبناني، وهو إسماعيل عبود (22 عاماً) عاشق الثائر الأرجنتيني الذي يحلم بعالم يتساوى فيه كل البشر.
قبل عامين رفع إسماعيل صورة صغيرة للثائر الأرجنتيني على واجهة دراجته النارية. نالت خطوته ترحيباً من أصدقائه، وبعد فترة أزال الصورة ووضع مكانها رسماً للثائر الأممي، ثم غطت صور غيفارا مقعدي الدراجة والأضواء، وأصبح «تشي» يتجوّل في شوارع بيروت.
«لم تكن تكلفة وضع الصور باهظة، دفعت 20 دولاراً فقط، وكنت مستعداً لدفع المزيد من أجل غيفارا». الصور العملاقة للثائر الأرجنتيني تغطي أيضاً خزانة ملابس إسماعيل الذي يملك العديد من القمصان الموشومة بصور «الثائر السائح». وفي غرفته لا صوت يعلو على الأغاني المخصصة لغيفارا التي غنّاها الشيخ إمام وناتالي كوردون وغيرهما. وفي الغرفة أيضاً أرشيف كبير من الصور وقلادة حُفر عليها «HASTA LA VICTORIA SIEMPRE».
«الشباب لا ينادونني إلا باسم غيفارا لدرجة أني كدت أنسى اسمي الأصلي، مع أنني أفتخر بهذا اللقب»، يقول إسماعيل ويضيف «رنّة الهاتف هي مقطع من أغنية ناتالي كوردون، وأحب السيجار مع أني لست من المدخنين». عمل غيفارا «الافتراضي» في مجال المساعدات الإنسانية أثناء العدوان الإسرائيلي في تموز 2006، ولم يكن الوقت يسمح بـ«الشياكة» فأطلق لحيته وشعره ليصبح شبيهاً بغيفارا الأصلي حتى من جهة المعالم الخارجية، «أعجبت بنفسي حينها، وقررت المحافظة على شكلي هذا».
«رحلتي مع هذا الثائر بدأت عندما كنت في السادسة عشرة من عمري»، لم يكبر إسماعيل «في بيئة شيوعية»، ولكنه قرأ الكثير عن غيفارا، ويعتبره رمز صمود ومقاومة للظلم وهو «قدوة للشعب الفقير والمظلوم». يفتخر إسماعيل برغبته الدائمة في التحدّي والثورة ورفض الظلم، «وهذه القيم تعلّمتها من غيفارا»، وهو يؤكد محبته للسيد حسن نصر الله «له في قلبي معزة كبيرة كما غيفارا، وهما يتشابهان كثيراً».
يردد إسماعيل دائماً ما قاله غيفارا «لا يهمّني متى وأين وكيف سأموت، بل كل ما يهمّني هو أن تبقى الثورة مشتعلة في كل أنحاء الأرض، كي لا ينام العالم بكلّ ثقله فوق أجساد الجياع».
الشاب العشريني لا يكلّ الحديث عن مثله الأعلى، وقد أجبر أصدقاءه على جعل رنّات هواتفهم من موسيقى أغان لغيفارا، واشترى كتباً عنه يقدمها هدايا لمن يحب.
الجلسات التي تجمع إسماعيل مع أصدقائه لا تخلو من حديث عن إرنستو تشي غيفارا، ويردد إسماعيل أن حلمه الوحيد هو أن يسير على خطى الـ«تشي»، وأن يشارك في ثورة ضد الظلم والاحتلال، وفي كل عيد يكتب إسماعيل لأصدقائه «كل عام وأنتم بخير، أتمنى أن نلتقي العام المقبل في فلسطين».