باريس ـــ بسّام الطيارة
أظهرت آخر النشرات الأسبوعية حول «أكثر الكتب الفرنسية مبيعاً في المكتبات» التي ينتظرها ويتابعها باهتمام كبير المواطنون الفرنسيون، أن من بين الكتب العشرين التي تتصدّر قائمة المبيعات كتابين يتناولان الإسلام وتعاليمه.
فقد احتلّ كتاب «خمسون مرّة ربّنا في القرآن الكريم»، من منشورات دار البراق اللبنانية، المرتبة العاشرة، وهو كتاب أدعية تتصدرها كلمة «ربّنا»، بينما احتلت ترجمة كتاب «الأحاديث القدسية» للإمام ابن شرف النووي المرتبة السابعة عشرة، وهي صادرة عن الناشر عينه. ولا تدخل في هذه القائمة الروايات والقصص الأدبية. وقد أدركت أخيراً كبريات شركات التوزيع الفرنسية والأوروبية مثل «أوشان» و«كارفور» و«لوكليرك» أهمية الكتب الإسلامية باللغة الفرنسية وبدأت بتخصيص زاوية لها في أقسام الكتب التابعة لها، وخصوصاً في شهر رمضان. ويروي محمد منصور صاحب مكتبة الشرق المسؤولة عن توزيع منشورات البراق وتسويقها في فرنسا لـ«الأخبار» المشاكل التي واجهت بدء عملية دخول الكتب الإسلامية الى الأسواق الفرنسية «والخروج من الغيتو» الذي كان مفروضاً على ذلك النوع من الكتب. والجدير بالذكر أن بين العناوين التي احتلت المرتبات الثماني الأولى كتباً تتعلق بالمدارس والمناهج التربوية وقد تقدمت على كتب واكبتها حملات إعلانية وإعلامية كبيرة، مثل كتاب دومينيك دوفيلبان الأخير «شمس القوة السوداء»، أو كتاب البابا بنيديكتوس السادس عشر الأخير.
يُذكر أنّ فرنسا تحتلّ المرتبة الأولى في أوروبا من حيث عدد المسلمين فيها، فرنسيين كانوا أو مهاجرين من أصول عربية أو إسلامية، إذ يناهز عددهم خمسة ملايين نسمة. ومن الطبيعي أن يكون لذلك تأثير على الحياة الاجتماعية في المناطق حيث توجد كثافة عددية للمسلمين، مثل الضواحي وبعض «الأحياء العربية» في مرسيليا أو ليون أو في شمال العاصمة باريس.