إذا كان هناك من شاعر مغضوب عليه في العالم العربي اليوم، فإن هذا الشاعر هو أحمد فؤاد نجم. لا يعرف شاعر العامية المصري أن يصون لسانه، ولا يتقن سوى «مرّ الكلام». لذا يخشى الحكّام جانب «الفاجومي» وتمنعه الرقابات وتحاصره الأنظمة. وزيارة نجم الأخيرة إلى تونس لا يمكن إلا أن تكون حدثاً.
أخيراً رفع عنه المنع في بلد الشابي؟ هل صفح عنه النظام التونسي بعد عشرين سنة من المنع؟ هو لم يصفح على الأرجح، والجمهور لم يضرب صفحاً عن حبّه بدليل الأمسية الشعرية الناجحة التي أحياها بعدما استضافته الهيئة الوطنية للمحامين التونسيين.
«حين جئتكم، صغرتُ عشر سنين» هكذا أعرب أحمد فؤاد نجم عن فرحته للقاء الجمهور التونسي بعد غياب قرابة ربع قرن، عندما منعته السلطات التونسية عام 1984 من دخول البلاد العام. هكذا، راح الشاعر المصري ورفيق درب الفنّان الراحل الشيخ إمام الذي نظم معظم أشعار أغانيه، يتلو قصائده وسط تفاعل المئات ممن حضروا للاستمتاع بمعاني الثورة والنصر.
وبين القصائد التي ألقاها نجم «كلب الست» و«إذاعة شقلبان» و«سجن القلعة». وفاق عدد الحضور في الأمسية 500 شخص، فيما غنّى فايد عبد العزيز بمصاحبة عوده بعض أغاني الشيخ إمام من أشعار نجم وسط عاصفة من التصفيق والتفاعل.
ونجم الذي سُجن مرات عدّة بسبب أشعاره السياسية اللاذعة، لم يفوّت الفرصة أيضاً لانتقاد الأنظمة العربية والوضع الثقافي قائلاً: «نحن اليوم معرّضون للإبادة على جميع الصعد بما فيها الفن». وأضاف أنّ ما يجري اليوم «هو حرب استئصال ضدّنا وضدّ أرضنا وثقافتنا».