strong>رام الله – يوسف الشايب
اليوم ينتهي مهرجان رام الله للرقص المعاصر، اليوم ستسدل الستارة على عروض «مساحات» الذي انطلق من بيروت في 18 نيسان الماضي، ليمثّل شراكة فنية تمتد مساحاتها في بيروت وعمان ورام الله في إطار الاحتفال بيوم الرقص العالمي الذي صادف في 29 نيسان.
في عام 2004 أطلق مصمم الرقصات اللبناني عمر راجح «ملتقى بيروت الدولي للرقص المعاصر»، وقُدمت خلاله عروض مميزة، ونجح الملتقى الذي نظمته جمعية «مقامات للرقص المسرحي» ومسرح مونو في توفير مساحات لأصحاب الطاقات الإبداعية.
توسّع النشاط إلى شراكة بين فرقة «مقامات للرقص المسرحي» اللبنانية ومركز «هيا» الأردني وتحول الملتقى هذا العام إلى «مساحات» يشارك فيها أيضاً «مهرجان عمان للرقص الدولي» و «مهرجان رام الله للرقص المعاصر».
تنقّلت الفرق الآتية من مختلف دول العالم بين المدن الثلاث وبهرت الجمهور بعروضها، لكن جمهور رام الله لم يشاهد عروض الفرق اللبنانية التي لم تذهب إلى المدينة الفلسطينية نظراً للأوضاع المعقدة على الأرجح، هكذا غاب عن خشبات رام الله مالك الأندريودانيا حمود ويالدا يونس وثريا بغدادي وجمال كريّم...
في 24 نيسان الماضي افتتح مهرجان رام الله، وتابع خلاله الجمهور عرض فرقة «بالاسيو جاس ارتس» البرازيلية. ثم تتالت العروض المبهرة مع فرقة «مانكوبي» الدنماركية، وفرقة «يا سمر» الأميركية والعربية في آن. وصعدت إلى خشبات رام الله فرقة عالمية، إضافة إلى فرقة سرية رام الله ليكون الختام مساء اليوم في المركز الثقافي بعرض فرقة «كافيغ» الفرنسية.
«اهتزت» المدينة الفلسطينية فرحاً على وقع خطوات من جاؤوا من أميركا، وكندا، وألمانيا، وجنوب أفريقيا، والدنمارك، وفرنسا، وصربيا، وإيطاليا، وإسبانيا، وإيرلندا، لكسر الحصار المفروض على الفلسطينيين، ومشاركتهم في هموم كانت تبدو مستعصية على الإدراك، فالفرقة الصربية لم تتمكن من الدخول «بعدما رفضت السفارة الإسرائيلية التعاطي بإيجابية مع أمر تأشيرات الدخول»، فيما عجز البرازيليون عن السفر ليلاً، أي بعد انتهاء عرضهم كما أرادوا، فسلطات الاحتلال الإسرائيلي التي تسيطر على المعابر تغلق الجسور قبل العصر، فيستحيل بذلك مغادرة الضفة الغربية بعد الظهر.
كان المهرجان موعداً لاقتناص لحظات انبهار بفن راق، كأنه استراحة من أخبار الموت التي لا تنتهي. وقال مدير المهرجان خالد عليان: «في الحقيقة كنا نتوقع الحصول على دعم مالي كبير، بسبب النجاح الذي حققه المهرجان في دورته الأولى .. تقدمنا إلى الاتحاد الأوروبي، الذي موّل المهرجان، العام الماضي، ولم ننجح في الحصول على تمويل منه لهذا العام، وحلّت المشكلة المالية عبر حكومات ومؤسسات ثقافية أجنبية». وكان لتكريم أسامة السلوادي في حفل الافتتاح، والكرنفال المبهج الذي جاب شوارع رام الله، بمشاركة تسع فرق، احتفالاً بيوم الرقص العالمي، أثر كبير في إحداث مزيد من الجماهيرية للمهرجان، وأكدت المنسقة يلينا حمودة أن «من شأن المهرجان أن يفتح آفاقاً جديدة للراقصين المحليين، كما أنه يحدث حراكاً ثقافياً في رام الله»، لافتة إلى تنوع هويات الفرق، وتنوع مواضيع العروض والأنماط الموسيقية وأساليب الرقص، «وذلك من شأنه أن يخلق حواراً يعبّر عنه الراقصون والراقصات بأجسادهم... ونحن بإمكاننا التعبير عن مشاكلنا، وهمومنا، عبر هذا النوع من الفنون، ونقلها إلى العالم».