غزة ـــ رائد لافي
«فرفور» شديد الشبه بميكي ماوس، لكنه يتحدث بالعربية ويطل من شاشة فلسطينية ليحادث الصغار والكبار في شؤون القضية الفلسطنية. وفيما صفق العالم كله إعجاباً بشخصية والت ديزني الشهيرة، فإن حملة دولية تشن على برنامج «رواد الغد» وبطله فرفور. وقد ‏ أعربت ابنة المخرج العالمي الشهير والت ديزني عن غضبها حيال الطريقة التي أظهرت فيها حركة المقاومة الاسلامية «حماس» الشخصية الشهيرة في الرسوم المتحركة «ميكي ماوس»، ورأت أن الحركة بـ «الشيطان المطلق» لسخريتها من شخصية «كرتون» أسطورية حولتها «أداة ترويج للكراهية»، من دون أن تحدد كيفية معرفتها بما يقوله «فرفور» ما دامت لا تتقن اللغة العربية.
وقد رفضت إدارة «مرئية الأقصى» الفضائية التابعة لـ«حماس» وقف بث البرنامج الذي يحمل رسائل سياسية ودينية، وقد استغلته السلطات الإسرائيلية للتحريض على الحركة.
وهاجم رئيس مجلس إدارة الفضائية النائب فتحي حماد الحملة «الاسرائيلية والغريبة» على برنامج «رواد الغد» الذي يعتمد على شخصيتي «فرفور» و«إسراء».
وقال حماد: «لقناة الأقصى سياسة إعلامية واضحة ومحددة، وهي لا تخالف أي قانون أو عرف أخلاقي أو مهني، وبالتالي نرفض هذه الضغوط مثلما نرفض سحب البرنامج أو إدخال أي تغيير في مضمونه».
«رواد الغد» برنامج أسبوعي يقوم على فتح المجال أمام الأطفال للتعبير عن آرائهم وخواطرهم تجاه موضوع محدد يتغير من حلقة إلى أخرى، فيما يحاول الطفلان اللذان يقدمان البرنامج ويتقمصان شخصية «فرفور» و «إسراء» غرس المبادئ والقيم الإسلامية في نفوس الأطفال.
وكانت مؤسسة إسرائيلية لرصد الصحافة قد قالت إن «فرفور ينشر أفكاراً حول الأفضلية الإسلامية وكراهية اسرائيل والولايات المتحدة، وأنه يستغل كل فرصة ليغرس في نفوس المشاهدين من الأطفال أفضلية الإسلام».
وفيما يقول «فرفور» في إحدى حلقات البرنامج (محلي الانتاج): «سيعود المجتمع الإسلامي إلى عظمته، وسنحرر القدس والعراق بإذن الله»، حرصت بطلة البرنامج «إسراء» في حلقة ثانية على تذكير المسؤولين والشعب الفلسطيني بقضية الاسرى الفلسطينيين في السجون الاسرائيلية، وحثهم على بذل كل جهد لتحريرهم، وقالت: «سيسألنا الله يوم القيامة ماذا فعلنا من أجلهم».
وعبّر حماد عن غضبه من انضمام جهات فلسطينية إلى جبهة رفض البرنامج ومحتواه.
وأبدى وزير الإعلام الفلسطيني والمتحدث باسم الحكومة مصطفى البرغوثي، استغرابه لحجم الحملة التي يشنها الإعلام الإسرائيلي والغربي على البرنامج، في الوقت الذي رأى فيه أن «مضمون هذا البرنامج يحتاج إلى إعادة نظر وتغيير في بعض أساليب عرضه».
وقال: «الإعلام الإسرائيلي والغربي يبالغان في الموضوع كثيراً ويجعلان من «الحبة قبة»، وعملا على تزوير بعض النصوص ونسبها إلى البرنامج».
ولم ينف البرغوثي تحفظه على البرنامج، وقال: «نحن تحدثنا عن البرنامج مع مسؤولي فضائية الأقصى وهم قرروا طوعاً إعادة النظر فيه في مبادرة منهم، وهو أمر نقدره كثيراً».
ورأى البرغوثي أنه «لا يجوز استخدام التعبئة السياسية في برامج الأطفال»، داعياً إلى مراجعة مضمون البرنامج وأسلوبه في تناول القضايا السياسية، مع تأكيده على الحق في الترويج للحس الوطني والحقوق الفلسطينية.