خالد صاغيّة
لكلّ عام يومان مميّزان: الأوّل يشهد أقصر نهار، والثاني أطول نهار. لكنّ ذلك وحده لا يسوّغ وجود أربعة فصول في السنة. كان يمكن تقويماً آخر أن يقسم السنة، بناءً على هذين اليومين، إلى ستّة فصول أو ثمانية أو عشرة...
هذه المعلومات العلميّة شكّلت جزءاً أساسياً من نص عريضة تقدّم بها نوّاب لبنانيّون إلى الأمم المتّحدة مباشرة. أراد النوّاب الاعتراض لدى أعلى هيئة دولية على اقتصار السنة في لبنان على أربعة فصول. فلبنان، كما هو معلوم، أكثر من وطن، إنّه رسالة، بحسب البابا الراحل. ولذلك، لا تجوز مساواته بسائر الدول من حيث حسابات الجغرافيا العلميّة.
لسبب ما، أبدى النوّاب في عريضتهم رغبة في الحصول على فصل سابع. فتصبح السنة اللبنانية مقسّمة إلى سبعة فصول: الفصول الأربعة الاعتياديّة، إضافة إلى فصل خامس هو فصل الفتنة، وفصل سادس هو فصل اللعنة، وأخيراً الفصل السابع، الذي أطلقوا عليه اسم «الفصل الناقص».
السيّد غير بيدرسون لم يردّ على الرسالة بعد. لكنّ مصادر مطّلعة رجّحت رفض مجلس الأمن تبنّي مضمون العريضة. فبالنسبة إلى المجلس، لا يمكن فتح الباب أمام سوابق كهذه. فالمجلس كان قد رفض طلباً لسوريا تحويل الأسبوع إلى ثمانية أيّام، ذلك أنّ محاكمة ميشال كيلو تأخّرت أكثر من مرّة لضيق الوقت. إسرائيل، هي الأخرى، قدّمت طلباً لجعل السنة خمسة عشر شهراً، لأنّ السنة الاثني عشرية تؤخّر عملية إبادة الشعب الفلسطينيّ.
إزاء هذا الوضع في المنطقة، تبدو العريضة النيابيّة في مأزق. وكلّ ذلك بانتظار ضرب إيران.