كامل جابر
كانت الساعة السابعة، صباحاً، حين أُوقدت الشعلة الأولى تحت القدور النحاسية السميكة، معلنة انطلاق اليوم “العاشورائي” السنوي في كفررمان، جارة النبطية، الذي بات تقليداً سنوياً في أربعين الإمام الحسين منذ عام 1999، لتطبخ الهريسة في 14 “دستاً” (أي مهراس) مدى ثماني ساعات، في ورشة تشبه إلى حدّ كبير “الكرنفال” الشعبي، تشارك فيها النسوة.
يغلي القمح المقشور ولحوم الضأن وكذلك الدجاج، فضلاً عن “السمنة”، وتهرسها النسوة بملاعق خشبية ضخمة على نار هادئة من حطب لتوزع لاحقاً على المشاركين وأبناء البلدة الذين دُعوا عبر مكبرات الصوت “للمآجرة” في هذا اليوم الحافل، بتلاوة السيرة الحسينية وآيات القرآن ومجالس العزاء.
وإن كان وقف كفررمان برعاية رجال الدين فيها، يشرف على توفير متطلبات الهريسة “الدسمة” بموادها وأسعارها، فلا مانع من مشاركة الراغب من أبناء البلدة في بعضها.