نيبال الحايك
اليوم هو الموعد الأسبوعي الأكثر شعبية في بلدة تعلبايا في البقاع الأوسط، فمع ساعات الفجر الأولى من كل ثلاثاء “يقتحم” عشرات التجار والباعة “قطعة” أرض قريبة من مسجد البلدة و“يمدون” بسطاتهم وعرباتهم الملونة.
تنتعش الحركة في البقعة التي تمتد عليها السوق، تبدو لساعات غريبة عن المشهد البقاعي، حيث يهيمن هدوء قاتل.
عمر “سوق تعلبايا الشعبية” بلغ سنتين، وبسرعة قياسية صار مقصداً للمتسوّقين من كل بلدات البقاع الأوسط، ليس فقط لأبناء الطبقة الشعبية، وإنما للأثرياء وما تبقى من طبقة وسطى، وتعرض البضائع بأسعار أدنى بنحو 70% من أسعار المتاجر الكبيرة والصغيرة. يقول المحامي إبراهيم الشحيمي انه يقصد سوق تعلبايا كل نهار ثلاثاء لشراء مختلف الحاجيات الاسبوعية من خضر وفواكه وأدوات منزلية ضرورية.
تقام سوق تعلبايا الشعبية على “قطعة” أرض زراعية حوّلها صاحبها الى سوق بعدما مني بخسائر كبيرة، فوجد في تحويل الحقل الى سوق فرصة لا تعوض، فكانت السوق التي تتوزع عليها عربات الباعة وبسطاتهم التي تزخر بالأدوات المنزلية والألبسة والخضر والفاكهة والمأكولات السريعة والمواد الغذائية، وعلى كل بائع يريد عرض بضاعته ان يدفع بدلاً مالياً حسب حجم بسطته، ويبدأ السعر من خمسة آلاف ليرة ولا يتجاوز ورقة العشرين ألف ليرة. ولكل صنف من البضاعة المعروضة جناح في السوق المقسمة الى عدة أقسام هي: قسم للأدوات المنزلية وآخر للأحذية، وثالث للألبسة، ورابع للمأكولات والمواد الغذائية، وخامس للخضر والفاكهة.
تتوسط تعلبايا قرى البقاع الأوسط وبلداته، وقد ساهم موقعها في نجاح حركة “اقتصاد” السوق. ويقول أحد الزوار الدائمين للسوق إن حجم المبيع والشراء الأسبوعي يصل الى حوالى 25 مليون ليرة خلال ساعات، ما يدل بوضوح على ان السوق نجحت في إلغاء دور الوسيط بين التاجر والزبون، وأثبتت للمشترين بأن هذا الوسيط كان يساهم في رفع الأسعار.
أم محمد تعشق زيارة السوق، فهناك تلتقي بصديقاتها، وروت وهي تشتري حاجاتها أنها تجد في السوق ما يرضيها ويناسب دخل زوجها المحدود، وأوضحت أن الأسعار في السوق “أرخص بكثير مما هي عليه في “دكان” جارنا، فسعر الكيلوغرام الواحد من البندورة هنا 750 ل.ل.، بينما عند جارنا أبو أحمد 1500 ل.ل.، وأحياناً أشتري الكيلو من السوق بخمسمئة ليرة...”.
تحتاج سوق تعلبايا الشعبية الى تطوير وتنمية تواكب الازدحام أو الإقبال الشعبي على الشراء والتبضّع. فهي تفتقر الى موقف للسيارات التي تصطف على جانبي الطريق الدولية ما يحولها الى “سجن” كبير للسيارات ويعوق حركة المرور، وإن الجهات الرسمية، من بلدية وغيرها، لا تكترث لأهمية المساهمة في تنمية السوق.
ويؤكد أعضاء مجلس بلدية تعلبايا انه لا سلطة للبلدية على السوق، ولا يمكنها إلا جباية بعض الرسوم من الباعة، ولكن المجلس البلدي يسعى الى المساهمة في رفع مستوى السوق التي نجحت في استقطاب أهالي المنطقة.